الجمعة، 1 مايو 2015

صديق العمر


- وبعدين يا مريد واخريتها؟؟ 
- مش عارف يا خليل زى ماانت خايف انا خايف يرضه !!!!
- والحل يا صديقى؟؟ 

دار هذا الحوار بينى وبين مريد تليفونيا عصر يوم ٢٥ مارس الماضى  ،  بعد وفاة رضوى باربعة شهور تقريبا،  لم نلتقى فيها  او نتبادل حتى كلمة واحدة !!! 
رضوى ومريد وتميم هم عائلتنا  واصدقائنا المقربين من اكثر من ٣٠ سنه .

    فى الاسبوع الثانى  من ستبتمر ٢٠١٤ كانث رضوى ومريد وتميم ضيوفنا فى بيتنا الصيفى لمدة اسبوع ، وكانت هذه الايام ، رغم قصرها ، من امتع لقاءتنا   وقد كانت رضوى كعادتها دائما هى المضيفة المهتمة بكل الحضور !!
    
     سافرت وزوجتى  لرحله الشتاء الى الدنمارك فى اخر سبتمبر لزيارة عزة واكمل ومريم  وناديه , ومضى شهرا اكتوبر ونوفمبر  ، وفى الرابعة من  فجر اول ديسمبر اتصل بنا مريد لابلاغنا بخبر وفاة رضوى !!

لم نستطع حضور مراسم تشيع الجنازة او العزاء ، وعدنا الى القاهرة ليل ١٣ ديسمبر اى بعد الوفاة باسبوعين تقريبا .

       والعمل ، نعمل ايه ؟؟؟ نذهب الى مريد وتميم نعزيهم ، كيف هذا ؟؟ وهل نستطيع؟؟   لا اذكر انى دخلت منزلهم الا فى وجود رضوى !! كنت اهرب من هذا اللقاء ، وكانت عزة تلح على فى كل اتصال ان اذهب للقاءهم ، ولكنى كنت اتهرب ، وصارحتها بانى اخاف ، اخاف جدا هذا اللقاء ،

      وتمر الايام والاسابيع ، اعرف اخبارهم من عزة فهى على اتصال دائم بهم . ويمر شهر والتانى والثالت ، وبعد ان كنا طوال ٣٠ سنه فى اتصال مستمر وزيارات متبادلة ، انقطع بيننا الاتصال  تماما منذ وفاة رضوى ،، ولا حتى تليفونيا !!
  
 كان هناك هاتف يلح على يوميا ، كلم صاحبك ، تشجع وكلم صاحبك  .....وذات عصر   يوم ،  لم اخذله وتشجعت .....

    - وبعدين يا مريد يجب ان نجد حلا !! نشجع بعض يا صديقى ما ينفعش كدة !!!! 
    - زى ما انت خايف يا خليل تشوفنى انا برضة خايف اشوفكم !!

      وفى السابعة من مساء نفس اليوم دق جرس الباب ... فتحت 
لاجد مريد بطلعته الجميلة !!!!!
- مريد...
- خليل... 
........
وبكينا طويلا ...
.....
.....

.....
    - تتعشى معانا يا مريد ؟؟
    - انا ماكلتش بقالى يومين !!
 طلبنا شواء وكلنا ....وحكيتا .... وتذكرنا  .....وتسامرنا وضحكنا ايضا !!

....
،،،،
       وصلت ابنتى عزة  من الدنمارك الى القاهرة يوم ٢ ابريل فى اجازة قصيرة لمدة اسبوع  ، وكان من اول مهامها زيارة مريد لتقديم واجب العزاء . وكنت قد اتفقت معه على تناول الغذاء عندنا فى حضور عزة .

     - ما ينفعش يا بابا اقابل مريد قبل ما اعزيه فى بيته .
     - مريد جاى على الغدا اليوم 
     - لا ما ينفعش ضرورى اعزيه فى بيته الاول .
وذهبت عزة لتقديم واجب العزاء لمريد فى منزله ثم تصحبه  للغذاء فى بيتنا .

     - بابا مريد بيقترح بدل الغذاء نخليه عشاء !!
     - ليه ؟؟؟
     - تميم سيصل من بيروت مساء اليوم ، قرر المجئ لحضور العشاء معنا !!
     - على البركة 
     وحضر تميم واجتمع شملنا مرة اخرى ..... ولكن للاسف بدون رضوى 

     فمهما طال الزمن  فالانسان قادر دائما على تجاوز الاحزان !!


او كما قلت يا صديقى فى رثاء رضوى  :

 مَن ينشغلُ بحزنهِ على فقد المحبوب ينشغلُ عَن المحبوب , الآن أطلبُ من حزنى أن يتجهَ إلى أقرب بوابة ويغادر هادئاً كما أشاء أو هادراً كما يشاء لكن دون أن يلفت الأنظار.. 

..........

أخرج من أقرب بوابة يائسة أيها الحزن، ودعنى أستبدل بك ابتسامتها التى تذهب حزن الرائى، فابتسامتها رأى. وموضع خطوتها رأى. وعناد قلبها رأى .....
.........
.......

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

جميلة وصادقة كلماتك..عندما نفقد عزيز علينا نرتبك ولا ندري نعزي انفسنا بالفقد ام نعزي زويه..لئيمة هي الحياة تصفعنا من حين ﻵخر ولا ادري كيف تتحمل قلوبنا ذلك..احببت رضوي وكتاباتها واحببت حب مريد لرضوي..واحببت رابط الحب الذي يربطك بهما..جميلة كلماتك حد البكاء!

Unknown يقول...

هذا النص عن روابط المحبة .. الحب الذي يحيا لما بعد الحياة .. تثمين الود والهجة ... جميل

غير معرف يقول...

كتابة ممتعة مليئة بالدفء والحب... أشاركك الكثير فيما يخص الهروب من مواجهة المُصاب بفقد عزيز...

سعدت لعودة الإتصال بينك وبين مريد الذي اقدره كثيراً كشاعر رائع وكفلسطيني شقيق والأكثر كحبيب رضوي، حبيبتنا..

شكراً علي المشاركة...

نشوة الأزهري