السبت، 3 أكتوبر 2015

بيضة تلاتة !!!!



   . 
             الزمن بيجرى ، ناديه حفيدتى تمت اليوم ٣ اكتوبر  ١٩ سنه ، اذكر عندما كان عمرها ٣ سنوات وكانت عزة بتشتغل فى لندن واكمل بيشتغل فى الدنمارك وبيجى كل ويك اند انى نزلت ضيفا على عزة ، وكلفت بمهمة توصيل نادية كل يوم  الساعة الواحدة ظهرا الى الحضانة . عزة بتودى مريم المدرسة وتروح شغلها واقعد انا ونادية لوحدنا ، كل واحد فى حاله لحد معاد الحضانة  اوديها وبعدين اصيع فى لندن على كيفى ، وارجع اخد مريم من المدرسه ونادية من الحضانه ونروح  .
      ناديه من وهى طفله بتتعامل بلغتين العربى فى البيت والانجليزى فى الحضانه ، اتعلمت دنماركى بعد كده ، شخصيتها قويه والكل يعملها حساب ، لا تبكى ولكن تصر على ما تريد ، وصراحة انا كنت بخاف منها ومش عايز اخش معاها فى خلاف مالهاش لازمة ونتيجته معروفة !!  اللى عايزه تلبسه تلبسه دون تدخل منى ، مناسب ولا مش مناسب انا مكبر دماغى ، الساعة ١١ اعملها الاكل واسيبها تلبس اللى هى عايزاه ، كنت كل يوم اسلق لها بيضة ، فى يوم فاجئتنى وقالت 

- pappa ....بيضة اتنين 
- يعنى ايه ؟ بيضة واحد كفايه 
- pappa .....بيضة اتنين 
بيضه واحد جنب بيضة اتنين ما يضرش ..... سلقت بيضة اتنين 
بعد كام يوم لاقيتها بتقولى 
- pappa .....بيضة تلاته 
- لا كده ما ينفعش !!  
بصتلى باصرار 
-  يا pappa.... بيضة تلاته 
كلمت عزة فى التليفون نادية بتقول بيضة تلاتة ....قالتلى ما تسالش فيها 
رجعت لناديه 
- عزة بتقول ما ينفعش بيضة تلاته 
باصرار اكثر 
- يا pappa بقولك بيضة تلاتة !!! 
وتضغط على تلاته 
قلت انا مش حرج دماغى ... بيضة تلاتة بيضة تلاتة .... وسلقت بيضة تلاته 
ناديه كلت بيضة اتنين 
وقالتلى 
- pappa انا شبعت ... كل انت بيضة تلاته  !!!!

       ناديه من وهى طفله منظمة جدا ومرتبه ، في الاول كانت مبتعرفش تقعد طول الحصة عل بعضها . لازم تقوم تقف او تعمل اى حاجة تانية ، بعد سنة في المدرسه اتعلمت تقعد شويه .... وفى المدرسه مشهور عنها اهتمامها بالاخرين  ، لما يقسموهم مجاميع صغيره كتير كانوا بيبقوا عاوزين يبقوا معاها لانها بتهتم بيهم وان كل المجموعه تفهم ، وكانت بتعرف ميزات اللي معاها وبالتالي كانت من غير ماتقصد بتساعد المدرسين والمدرسين كانوا بيقدروها .......اهتمت بالموسيقى وبعزف الترومبيت والبيانو.


       فى الدنمارك مافيش اى امتحانات تقريبا الا فى الثانوية العامة ، بعد مرحله الدراسة الابتدائية ينتقلوا الى المدرسه الثانوية. وهناك بعض المدارس الثانوية المتخصصة فى الهوايات ، مدارس داخليه تقبل صغار السن من ١٤ الي ١٨ سنه ياخدوا سنه اواتنين من التعليم العادى  بالاضافة الى التركيز في هوايه من الهوايات بأنواعها ، علوم ، بيئه ، الحياه في الطبيعة . الرسم الرقص الموسيقي الرياضة وخلافه ، ناديه دخلت مدرسه تركز على الموسيقى والرياضة  .

       المدرسه داخليه تسع ١٢٠ طالب وطالبة بيعيشوا ياكلوا ويناموا فيها ، بيساعدوا في المطبخ بالتبادل وبينضفوا المكان كله بنفسهم تحت إشراف مسئوله النظافة ، يعنى هما اللى بيخدموا نفسهم تحت اشراف مسئولين ، طبعا بيرجعوا لبيوتهم اكثر استقلالا عن الأهل واكثر قدره علي تحمل المسئوليه ، الممنوع الوحيد فى المدرسه  التدخين والكحوليات . ناديه دخلت المدرسة الداخلية دى وعندها ١٥ سنه  ، وقضت سنه دراسية كامله اتقنت فيها العزف على الترمبيت ، ولانها بارعة الى حد ما فى العزف على البيانو كانت بتعلم ابناء وبنات مديرة المدرسه العزف عليه وتاخد اجرة طبعا عن كل حصة ٥٠ كرونه يعنى اكثر من ٥٠ جنيه بشويه. المدرسة فيها عدة صالات مجهزة بكل الالات  الموسيقية ، المدرسة ما فيهاش مسرح ولكن فيها قاعة العاب رياضيه متسعة يقوم الطلبه بتجهيزها قبل كل حفلة  ب ٢٠٠ كرسى تقريبا وخشبة مسرح  .  يقيم الطلاب والطالبات  اكثر من حفلة اخرها حفلة التخرج يحضرها الاهل ، حضرتها ....وكانت مبهرة كاى حفله يقدمها محترفون متمكنون . الطالبات والطلبه هما اللى بيقوموا بكل الاعمال من تاليف العرض الغنائى والتاليف الموسيقى الى الاخراج والاضاءه والصوت وتجهيز المسرح ، يشيلوا الحفل كله لوحدهم معهومش الا مشرف او مشرفة وظيفتها مجرد التنسيق .  بيقعدوا يشتغلوا للحفلة ١٥ ، ٢٠ يوم بحماس كل واحد بيحاول يقدم مهمته كاحسن ما يكون .

تجهيز قاعة المسرح 
 
         ناديه بتلعب الان  ترمبيت في فرقتين اتكونوا من ايام المدرسه الداخلي واحده اسمها بانينكا ، والتانيه سيبوا سارينا. ورغم ان اعضاء الفرقتين من مدارس مختلفه بس لقوا بعض . فرقة "سيبوا سارينا"فتحولها حساب في البنك بيحطوا فيه الفلوس اللي بيتيجي لما يعملوا حفلات وسجلوا نفسهم في حاجه شبه اتحادالموسيقيين . بيأجروا مكان يدربوا فيه مره في الأسبوع .وسجلوا اول شريط غنائي . وبتجيلهم دعوات للعزف  فى اماكن مختلفة ومهرجانات .
  
   
        
           ناديه الجميلة السنه دى فى الثانوية العامة وهى فى مدرسة فيها ٨٠٠ طالب وطالبة و١٠٠ مدرس ومدرسة !!!!اشتركت السنه الماضيه. فى عرض عملته المدرسه عن مسرحيه لبيكت فى انتظار جودو ، عملوا رؤية موسيقية غنائية راقصة للمسرحيه عملو كل حاجة بنفسهم ، قامت نادية بالاشتراك فى التاليف الموسيقى وقادت الاوركسترا.


بوستر المسرحية 

      ولكن ما يشغلها الان موضوع اللاجئين ، تذهب الى معسكرهم  الذى يبعد عن ارهس ٥٠ كيلو  كل ويك اند ، تطوعت للمساعدة والأطفال بينبسطوا لوجود زيارات زي دي . بتقعد كام ساعه تتكلم او تلعب معاهم وانبسطوا باللهجة المصرية  بتاعها وساعات تاخد الجيتار. الأطفال سموا زيارتها "الحفله" وهي ماشيه بيسألوها حتيجي الحفله الجايه ؟ المرة الاخيرة  عملتلهم كيكه .
        صعبان عليها الولاد السوريين اللي في سنها فقررت تقول للأولاد الدنماركيين اللى تعرفهم وممكن يتحمسوا انهم يطوعوا ويروحواالمعسكر لان الاولاد السوريين شاعرين بغربة ووحدة ،   بتقول الاطفال اكيد مش مستوعبين اللى حصل  بس الشباب حياتهم متوقفة تماماً وغالبا مدركين وضعهم اكتر ، المرة الاخيرة  رجعت متأثرة جدا لان الولاد اللي قدها  مفيش حاجة يعملوها وحياتهم حزينة ، الأطفال علي الأقل عندهم مدرسه بس الشباب في حالة انتظار ممل !!

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

مستشفى مايو كلينك العلمين

         
   
معقوله دى، فى ١٢ ساعة عربية اسعاف اخر شياكة ومن مركز طبى لمستشفى و٨ رسم قلب و٧ تحليل انزيمات و١٦ واحد بيخدموا عليك وكل واحد عارف بيعمل ايه ......  نحكى الحكايه من البدايه! 

         من اسبوع اصابنى وجع خفيف فى فم المعدة ، دقيقة ويروح قلت من اكل الشطة بلاها ، بطلت الشطة ،  امبارح ٨ سبتمر بعد الغذاء وكان خفيف جدا استلمنى وجع من الساعة ٥ بس مستمر ، عزة بنتى طبيبة وبتحضر مؤتمر فى امريكا دخلت حكتلها 
- بابا اطلب الاسعاف فورا وروح اعمل رسم قلب فى المركز الطبى فى مارينا 
- افضل اروح بكره بالنهار
- طيب بس ضرورى تروح بكره 
الساعه ١٠ مساء طلبت بنفسى من الوجع سويش شركة الادارة 
- عايز عربية الاسعاف واديته العنوان 
خمس دقائق مش سته عربيه الاسعاف قدام البيت
قولت العبها صح هاتو الترولى وربطونى فوق الترولى وفى سيارة الاسعاف المجهزة المكيفة وعلى المركز الطبى ودخلنا من باب الطوارئ ، لقيت اتنين دكاترة شباب وثلاث اربع ممرضات وعلى الترولى عملوا رسم القلب.
طبعا انا رايح بالشورت والتي شيرت اللى كنت نايم بيهم ومش حالق دقنى وشكلى عفش للغاية 
- استاذ احمد لابد تروح فورا مستشفى العلمين، التجهيزات هناك افضل وهنا مش حنقدر نعمل حاجة غير رسم القلب ، ورسم القلب طلع  مش حلو! 
بنفس سيارة الاسعاف وعلى مستشفى العلمين التى تبعد حوالى ٢٠ كيلو ودخلنا بالترولى لقيت يجى ١٦ انسان اللى بيشيل فيا واللى بياخد  عينة دم واللى بيركب اجهزة رسم القلب
- يا جدعان انتم مكبرين العملية جدا الموضوع ما يستاهلش 
اجاب كبيرهم 
- احنا حنحطك تحت الملاحظة فى العنايه المركزة لمدة ٢٤ ساعة
السواق والممرض اللى خدونى من البيت قالوا احنا ماشين وبقيت انا بالتيشرت والشورت اللى مش مكوى والشبشب على بعد ٢٠ كيلو من بيتى
- استاذ احمد معاك بطاقة 
- يا جدعان انا ماعيش حاجة ابدا!! 
على حجرة العنايه المركزة او بالاصح على ملعب العناية المركزة ، مساحتها كما ملعب كرة سله وبها عشر بارتيشن كل واحد ٣ فى ٣ متر ، وكل بارتيش به سرير حديث جدا وكل الاجهزة التى تخطر على البال 
قلعونى هدومى ولبسونى هدوم ورق قلتهم اوعى ترموهم رغم هما فعلا يستحقوا الرمى .
وابتدى اللعب اللى على اصله،  اربع ممرضات وشاب يبدو انه الريس عليهم ، اللى بتاخد عينه دم واللى بتحط كالونه
-  نحط لك قسطرة
،-يا جدعان انا بتحرك ، لسه امبارح كنت بعوم فى البحر 
- ما ينفعش يبقى لازم تروح التواليت على الكرسى

الملاحظ ان الممرضات فى منتهى الشياكة ملابس مكويه ، كحلى،  ولبنى،  وابيض ، ورمادى ،وكلهم معاهم موبيلات حديثة جدا وكلهم مبتسمين  
- يا شباب انا سايب مراتى لوحدها وتليفوني قاطع شحن 
- النمرة كام واحنا نطمنها 
- حط الحبايه دى تحت لسانك 
- اندغ الحبوب دى 
واسئله ويسجلوا ،. اسئله فى كل الاتجاهات بتشرب سجاير ، كحوليات ، عندك ضغط ومن امتى ، عملت عمليات قبل كده ، كان ناقص يسالونى امك اسمها ايه 

خلص الكلام دا فى ساعتين وابتدى الوجع يروح وابتدوا الممرضات يختفوا وبقى المشرف على العشر برتيشنات الفارغة  وانا المريض الوحيد فى غرفة العناية المركزة 
- الدور ماشى ازاى، انتم مين ومنين؟ 
رد الشاب  
- احنا اكفأ العاملين فى وزارة الصحة ننتدب للعمل فى مستشفى العلمين لمدة اربع شهور الصيف !!

حاولت انام ما عرفتش فكل شويه ناخد عينة دم ونعمل رسم قلب ، فى التاسعة جاء الطبيبين اللى قابلونى اول ما جيت 
- ايه الاخبار 
- بالصراحة الوجع راح من بالليل تماما،  ولكن هناك وجع تانى حل ، انا ميت من الجوع 
ابتسما 
- فى الغالب انت حتخرج النهاردة ، رسم القلب بقى كويس الى حد ما واحنا منتظرين نتيجة تحليل انزيمات القلب 
ابتدت النبطشيه تتغير وممرضات جداد يظهروا وعليهم ريس كما الان  ديلون 

جاء الطبيبان ومعهم كيس انا اتخضيت 
- دا اللى لقناه فى البوفية 
كروسان وباتيه وساندوتش شيك مش عارف فيه ايه وعلبه عصير بيور ولوح شكولاته كاتبورى وزجاجة مياة  !! بالصراحة انا ازبهليت ، واحد رايح المستشفى بتى شرت وشورت مش مكوى وشبشب وماعهوش بطاقة والموبايل بتاعة قاطع شحن ، غريبه يتعمل معاه كل دا 
فى الثانية عشر جاء قرار الافراج وابتدوا يقلعوني  القميص الورق والبس الهدوم اللى جيت بيهم  ومع السلامة يااستاذ احمد هات الدوا اللى كتبنهولك ويبدو ان اللى بيكلمنى مدير المستشفى . 

المهم بعد الهلولة دى تسالونى دفعت كام ؟؟
ولا مليم احمر فهكذا خدمة الطوارئ فى البلاد المتحضرة ، وطلعت مارينا العلمين من ارقى البلاد المتحضرة !!

الجمعة، 29 مايو 2015

الذكر والانثى


       هو يلعب دور الذكر، وتلعب هي دور الأنثى، وهو يلعب دور الذكر لأنها تلعب دور الأنثى. وهي تلعب دور الأنثى لأنه يلعب دور الذكر !!

    عاش الانسان مليون سنه على الصيد وجمع الثمار قبل ان يكتشفذ عملية الاستنبات المعقدة " الزراعة" منذ نحو عشرة آلاف سنة . كان الناس جميعا صيادين وجامعي ثمار. الرجال لانهم الاقوى  والاسرع عدوا يقومون بمعظم عمليات الصيد. وكانت النساء يجمعن الحبوب والبذور والجوز والفواكه والجذور والبيض واليرقات والحيوانات الصغيرة . فعمل النساء كان مطردا ومنتظما، وكان هذا العمل يزود الجماعة بالقوت الضروري ويجنبها الجوع حتى ولو عاد الرجال من الصيد بأيد خاوية .
    
        المجتمع الذي لا يملك القدرة على توفير طعامه أو تنقصه المعرفة بسبل الاحتفاظ بالطعام  يضمحل ، فكان الانتظام اليومي لعمل النساء أكثر من حاجته إلى الترف العرضي الذي تمثله المؤن التي قد يأتي بها الرجال من الصيد فكانت النساء هى الموفرة للبقاء وبالتالى كانت القوامة صاحبة الكلمة العليا .
     ولم تقتصر مهمة النساء بطبيعة الحال، على ضمان استمرار الحياة عن طريق جمع الطعام بشكل منتظم وكاف يضمن البقاء، وإنما كن أيضا يخرجن الحياة من أحشائهن. ولابد أن سحر الولادة قد مس شغاف البدائين . فكانت المراة هى المعبود واهبه الحياة .  وكانت  الآلهة في أقدم المجتمعات البشرية لم تكن أربابا بل كانت ربات. .

     طوال مليون سنه كانت المراة هى المتوجة فى المجتمع هى التى تضمن وتوفر الطعام المنتظم وهى واهبه الحياة ، وهى التى تختار الرجل الافضل لها  الذى تريد ان تلد منه ، وهى التى اكتشفت الزراعة . 

       تخلف دور المراة فى العشرة الاف سنه الاخيرة فقط ، بعد اكتشاف الزراعة وتدجين الحيوانات . وظهور مفهوم الملكية الفرديه ، فتقدم الرجل القادر على حمايه ممتلكات العشيرة ثم القبيلة !! 

طوال مليون سنه عاش الانسان يعمل ساعات قليلة كل يوم ، الرجال فى الصيد والنساء فى جمع الثمار ، وباقى الوقت فى الرقص والغناء ، عاش الانسان مليون سنه فى سعادة قبل سيادة مفهوم الملكية الفرديه !!!
    
       عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية مرجريت ميد حين أخذت على عاتقها بحث هذا الموضوع في الثلاثينات، لم تحاول أن تبحث عما إذا كان هناك اختلاف في المزاج بين الرجال والنساء ؛ وإنما تصدت للبحث في كنه هذه الاختلافات. فحطت عصا الترحال في غينيا الجديدة وعاشرت جماعات بدائية اختارتها كيفما اتفق.

        كان أول مجتمع حلت به يطلق على نفسه اسم الأرابيش. وقد اتضح لها أن وجوب الاختلاف بين شخصيتي الرجل والمرأة فكرة لا تدور في خلد هذه القبيلة الجبلية المنزوية. فغاية الحياة في نظر الرجال والنساء على السواء هي الحمل و"تربية" الأولاد. والفعل في لعبة الأرابيش الذي يعني " حامل " قد ينصرف إلى الأب أو الأم. وهم يعتقدون أن الرجل يعاني آلام المخاض كالمرأة سواء بسواء. وما أن يولد الطفل حتى يشارك الأب في جميع واجبات رعاية الوليد. بل إنه ليضطجع بجوار زوجته ويضع رأسه على وسادة خشبية حرصا على تسريحة شعره التي بذل وقتا طويلا فيها. ويقول عنه بنو عشيرته إنه "في فراشه في حالة وضع" 

وأثناء نمو الطفل يساعد الأب  في كل التفاصيل المتعبة : 

      رجال الأرابيش  أشد "أنوثة" حتى من نسائهم. فالرجال، هم الذين يقضون الساعات في تصفيف الشعر وهم أيضا الذين يتزينون ويلبسون الأزياء الخاصة في المناسبات ويرقصون. والرجال وحدهم هم المشهود لهم بالكفاية في الرسم بالألوان. فرجال الأرابيش يعدون أكثر إحساسا بالفن من نسائهم.

      في قبيلة تشامبولي، تجد عكس المواقف السائدة في حضارتنا تجاه الجنس، فالمرأة هي الطرف السائد المتجرد من العاطفة وهي الآمرة الناهية، أما الرجل فهو الأقل إحساسا بالمسئولية، الذي يعتمد على غيره من الناحية العاطفية" 

      فنساء تشامبولي يقمن بصيد السمك وجمع الطعام، في حين يرتب الرجال خصل شعرهم ويحملون أقنعتهم أو يتدربون على نفخ الناي. أما الفنون - الرقص والحفر والتصوير - فهي غير هامة بالنسبة للنساء، ولكنها أهم أوجه النشاط المتاحة للرجال. وهكذا يتدرب رجال تشامبولي على السيرالهويني ويحاولون اكتساب الرقة المتوترة الساحرة للممثلات. فمعظم حياتهم يقضونها كأنها دور مسرحي يمثلونه بشكل واع على خشبة المسرح، على أمل أن تستمتع النساء بهذا الدور. وعلى حين أن نساء تشامبولي يعملن سويا في جو يسوده الشعور بالمودة والإحساس الزائد بالأنس، فإن العلاقات التي تسود بين الرجال، هي دائما مشوبة بالتوتر والترقب، وملاحظاتهم تتسم عادة بالخبث. وتصنع نساء تشامبولي ثروة القبيلة بنسج وبيع شباك لصيد، أما الرجال فهم يقومون بالتسوق وهم في أبهى الرياش ومحارات للزينة، يساومون في سعر كل سلعة يشترونها، ولكنهم يشعرون دائما أنهم ينفقون من ثروة المرأة :

      إن الأملاك الحقيقية، التي يقتنيها المرء بالفعل، تأتيه من المرأة، في مقابل نظرات حالمة وكلمات رقيقة... أما موقف النساء تجاه الرجال فيتسم بالتسامح والتقدير. إنهن يستمتعن بالألعاب التي يلعبها الرجال، كما يستمتعن بصفة خاصة بالحركات المسرحية التي يقوم بها الرجال من أجلهن . 

    ويتوقع المجتمع من النساء أن يأخذن بزمام المبادرة في النشاط الجنسي. بينما يترقب الرجال مبادرات النساء في استحياء حينا، وفي خجل وخوف حينا آخر وإذا لم تبادر الأرملة باتخاذ خليل آخر، دهش القوم لتعففها الزائد.

             ان السلوك الانسانى مكتسب فلا يوجد سلوك يسمى طبيعى بالنسبه للرجل او المراة . إن إحدى القبائل في الفلبين مقتنعة بأنه "لا يمكن ائتمان رجل على سر". وقبيلة مانوس Manus، وهي قبيلة أخرى في المحيط الهادي، تعتقد أن "الرجال وحدهم هم الذين يستمتعون بملاعبة وتربية الأطفال". وتعتقد قبيلة تودا Toda أن "جل العمل المنزلي أقدس من أن تمارسه النساء فهو واجب الرجال .

الجمعة، 1 مايو 2015

صديق العمر


- وبعدين يا مريد واخريتها؟؟ 
- مش عارف يا خليل زى ماانت خايف انا خايف يرضه !!!!
- والحل يا صديقى؟؟ 

دار هذا الحوار بينى وبين مريد تليفونيا عصر يوم ٢٥ مارس الماضى  ،  بعد وفاة رضوى باربعة شهور تقريبا،  لم نلتقى فيها  او نتبادل حتى كلمة واحدة !!! 
رضوى ومريد وتميم هم عائلتنا  واصدقائنا المقربين من اكثر من ٣٠ سنه .

    فى الاسبوع الثانى  من ستبتمر ٢٠١٤ كانث رضوى ومريد وتميم ضيوفنا فى بيتنا الصيفى لمدة اسبوع ، وكانت هذه الايام ، رغم قصرها ، من امتع لقاءتنا   وقد كانت رضوى كعادتها دائما هى المضيفة المهتمة بكل الحضور !!
    
     سافرت وزوجتى  لرحله الشتاء الى الدنمارك فى اخر سبتمبر لزيارة عزة واكمل ومريم  وناديه , ومضى شهرا اكتوبر ونوفمبر  ، وفى الرابعة من  فجر اول ديسمبر اتصل بنا مريد لابلاغنا بخبر وفاة رضوى !!

لم نستطع حضور مراسم تشيع الجنازة او العزاء ، وعدنا الى القاهرة ليل ١٣ ديسمبر اى بعد الوفاة باسبوعين تقريبا .

       والعمل ، نعمل ايه ؟؟؟ نذهب الى مريد وتميم نعزيهم ، كيف هذا ؟؟ وهل نستطيع؟؟   لا اذكر انى دخلت منزلهم الا فى وجود رضوى !! كنت اهرب من هذا اللقاء ، وكانت عزة تلح على فى كل اتصال ان اذهب للقاءهم ، ولكنى كنت اتهرب ، وصارحتها بانى اخاف ، اخاف جدا هذا اللقاء ،

      وتمر الايام والاسابيع ، اعرف اخبارهم من عزة فهى على اتصال دائم بهم . ويمر شهر والتانى والثالت ، وبعد ان كنا طوال ٣٠ سنه فى اتصال مستمر وزيارات متبادلة ، انقطع بيننا الاتصال  تماما منذ وفاة رضوى ،، ولا حتى تليفونيا !!
  
 كان هناك هاتف يلح على يوميا ، كلم صاحبك ، تشجع وكلم صاحبك  .....وذات عصر   يوم ،  لم اخذله وتشجعت .....

    - وبعدين يا مريد يجب ان نجد حلا !! نشجع بعض يا صديقى ما ينفعش كدة !!!! 
    - زى ما انت خايف يا خليل تشوفنى انا برضة خايف اشوفكم !!

      وفى السابعة من مساء نفس اليوم دق جرس الباب ... فتحت 
لاجد مريد بطلعته الجميلة !!!!!
- مريد...
- خليل... 
........
وبكينا طويلا ...
.....
.....

.....
    - تتعشى معانا يا مريد ؟؟
    - انا ماكلتش بقالى يومين !!
 طلبنا شواء وكلنا ....وحكيتا .... وتذكرنا  .....وتسامرنا وضحكنا ايضا !!

....
،،،،
       وصلت ابنتى عزة  من الدنمارك الى القاهرة يوم ٢ ابريل فى اجازة قصيرة لمدة اسبوع  ، وكان من اول مهامها زيارة مريد لتقديم واجب العزاء . وكنت قد اتفقت معه على تناول الغذاء عندنا فى حضور عزة .

     - ما ينفعش يا بابا اقابل مريد قبل ما اعزيه فى بيته .
     - مريد جاى على الغدا اليوم 
     - لا ما ينفعش ضرورى اعزيه فى بيته الاول .
وذهبت عزة لتقديم واجب العزاء لمريد فى منزله ثم تصحبه  للغذاء فى بيتنا .

     - بابا مريد بيقترح بدل الغذاء نخليه عشاء !!
     - ليه ؟؟؟
     - تميم سيصل من بيروت مساء اليوم ، قرر المجئ لحضور العشاء معنا !!
     - على البركة 
     وحضر تميم واجتمع شملنا مرة اخرى ..... ولكن للاسف بدون رضوى 

     فمهما طال الزمن  فالانسان قادر دائما على تجاوز الاحزان !!


او كما قلت يا صديقى فى رثاء رضوى  :

 مَن ينشغلُ بحزنهِ على فقد المحبوب ينشغلُ عَن المحبوب , الآن أطلبُ من حزنى أن يتجهَ إلى أقرب بوابة ويغادر هادئاً كما أشاء أو هادراً كما يشاء لكن دون أن يلفت الأنظار.. 

..........

أخرج من أقرب بوابة يائسة أيها الحزن، ودعنى أستبدل بك ابتسامتها التى تذهب حزن الرائى، فابتسامتها رأى. وموضع خطوتها رأى. وعناد قلبها رأى .....
.........
.......

الأربعاء، 29 أبريل 2015

برنش

 


          فى بلاد الشمال يسمون الوجبه بين الافطارالمبكر والعشاء  brunch وده تركيب من breakfast & Lunch ، اى الوجبه التى يجرى تناولها فى الساعة ١٢ظهرا تقريبا .  
    
       دعتنا الصديقة العزيزة هالة جلال على " برنش " فى مكان على النيل اسمه  left bank يقع على راس جزيرة الزمالك الشماليه. لم ارى النيل او اجلس فى مكان عام ترتاده الطبقة المتوسطة "المستريحة " منذ عدة سنوات !!
       
      لاحظت ان معظم الرواد ، او اكثر الرواد ، من البنات والسيدات ، فمن الارجح ان الرجال لما بيتجوزوا بيقعدوا فى البيت ، والسيدات بتزل تقعد على القهوة !!  معظم المناضد يجلس حولها سيدات وبنات وحدهن بدون رجال، وكل السيدات والبنات يرتدين البنطلونات ماعدا مضيفتنا الجميلة هالة فقد كانت ترتدى جيب وبلوزة انيقة   . معظم الحضور شباب من الجنسين . قليل من المناضد تضم شاب وفتاة ،  الشاب يدخن كثيرا ، والفتاة مسترخيه جدا وتتكلم طول الوقت . 

     كان هناك شاب تلاتينى يحمل طفلا عمرة سنه تقريبا ، ويجلس معه يلاطفه ، وتجلس فى المنضدة المجاورة خمس فتيات ثلاثة محجبات واثنتان بلا حجاب ، اخذن فى مداعبه الطفل وتبادلن الاقتراب منه وتطلب حمله ، الا ان الطفل التصق ازداد تمسكا بابيه  . اصبح دورالاب الان راعيه الطفل فى غياب الام  ، وهذا مفيد للطرفين ، للاب والطفل . 
      لم ارى فى كل هذا الجمع من يرتدى كرافته الا من يتولون الخدمة فى المكان،  الكل فى ملابس بسيطة ، البنات بدون ميكياج والشباب بتيشرت وجينز ، 

      الظاهرة الملفته للنظر الكل يقوم بالتصوير،  كل واحد بيصور نفسه او نفسه بين اصدقاءه ، ولانى قروى ساذج ،  اول مرة ارى المحمول معلق بعصى فليكسبول تبتعد عن النفر ليلتقط صورة تضم المجموعة كلها ، 

استمتعت حقيقة وان ارى شبابا ذكورا واناثا بدون عقد ، اكثر تحررا يستمتعون بالحياة ببراءة ، فابتهجت .