السبت، 3 أكتوبر 2015

بيضة تلاتة !!!!



   . 
             الزمن بيجرى ، ناديه حفيدتى تمت اليوم ٣ اكتوبر  ١٩ سنه ، اذكر عندما كان عمرها ٣ سنوات وكانت عزة بتشتغل فى لندن واكمل بيشتغل فى الدنمارك وبيجى كل ويك اند انى نزلت ضيفا على عزة ، وكلفت بمهمة توصيل نادية كل يوم  الساعة الواحدة ظهرا الى الحضانة . عزة بتودى مريم المدرسة وتروح شغلها واقعد انا ونادية لوحدنا ، كل واحد فى حاله لحد معاد الحضانة  اوديها وبعدين اصيع فى لندن على كيفى ، وارجع اخد مريم من المدرسه ونادية من الحضانه ونروح  .
      ناديه من وهى طفله بتتعامل بلغتين العربى فى البيت والانجليزى فى الحضانه ، اتعلمت دنماركى بعد كده ، شخصيتها قويه والكل يعملها حساب ، لا تبكى ولكن تصر على ما تريد ، وصراحة انا كنت بخاف منها ومش عايز اخش معاها فى خلاف مالهاش لازمة ونتيجته معروفة !!  اللى عايزه تلبسه تلبسه دون تدخل منى ، مناسب ولا مش مناسب انا مكبر دماغى ، الساعة ١١ اعملها الاكل واسيبها تلبس اللى هى عايزاه ، كنت كل يوم اسلق لها بيضة ، فى يوم فاجئتنى وقالت 

- pappa ....بيضة اتنين 
- يعنى ايه ؟ بيضة واحد كفايه 
- pappa .....بيضة اتنين 
بيضه واحد جنب بيضة اتنين ما يضرش ..... سلقت بيضة اتنين 
بعد كام يوم لاقيتها بتقولى 
- pappa .....بيضة تلاته 
- لا كده ما ينفعش !!  
بصتلى باصرار 
-  يا pappa.... بيضة تلاته 
كلمت عزة فى التليفون نادية بتقول بيضة تلاتة ....قالتلى ما تسالش فيها 
رجعت لناديه 
- عزة بتقول ما ينفعش بيضة تلاته 
باصرار اكثر 
- يا pappa بقولك بيضة تلاتة !!! 
وتضغط على تلاته 
قلت انا مش حرج دماغى ... بيضة تلاتة بيضة تلاتة .... وسلقت بيضة تلاته 
ناديه كلت بيضة اتنين 
وقالتلى 
- pappa انا شبعت ... كل انت بيضة تلاته  !!!!

       ناديه من وهى طفله منظمة جدا ومرتبه ، في الاول كانت مبتعرفش تقعد طول الحصة عل بعضها . لازم تقوم تقف او تعمل اى حاجة تانية ، بعد سنة في المدرسه اتعلمت تقعد شويه .... وفى المدرسه مشهور عنها اهتمامها بالاخرين  ، لما يقسموهم مجاميع صغيره كتير كانوا بيبقوا عاوزين يبقوا معاها لانها بتهتم بيهم وان كل المجموعه تفهم ، وكانت بتعرف ميزات اللي معاها وبالتالي كانت من غير ماتقصد بتساعد المدرسين والمدرسين كانوا بيقدروها .......اهتمت بالموسيقى وبعزف الترومبيت والبيانو.


       فى الدنمارك مافيش اى امتحانات تقريبا الا فى الثانوية العامة ، بعد مرحله الدراسة الابتدائية ينتقلوا الى المدرسه الثانوية. وهناك بعض المدارس الثانوية المتخصصة فى الهوايات ، مدارس داخليه تقبل صغار السن من ١٤ الي ١٨ سنه ياخدوا سنه اواتنين من التعليم العادى  بالاضافة الى التركيز في هوايه من الهوايات بأنواعها ، علوم ، بيئه ، الحياه في الطبيعة . الرسم الرقص الموسيقي الرياضة وخلافه ، ناديه دخلت مدرسه تركز على الموسيقى والرياضة  .

       المدرسه داخليه تسع ١٢٠ طالب وطالبة بيعيشوا ياكلوا ويناموا فيها ، بيساعدوا في المطبخ بالتبادل وبينضفوا المكان كله بنفسهم تحت إشراف مسئوله النظافة ، يعنى هما اللى بيخدموا نفسهم تحت اشراف مسئولين ، طبعا بيرجعوا لبيوتهم اكثر استقلالا عن الأهل واكثر قدره علي تحمل المسئوليه ، الممنوع الوحيد فى المدرسه  التدخين والكحوليات . ناديه دخلت المدرسة الداخلية دى وعندها ١٥ سنه  ، وقضت سنه دراسية كامله اتقنت فيها العزف على الترمبيت ، ولانها بارعة الى حد ما فى العزف على البيانو كانت بتعلم ابناء وبنات مديرة المدرسه العزف عليه وتاخد اجرة طبعا عن كل حصة ٥٠ كرونه يعنى اكثر من ٥٠ جنيه بشويه. المدرسة فيها عدة صالات مجهزة بكل الالات  الموسيقية ، المدرسة ما فيهاش مسرح ولكن فيها قاعة العاب رياضيه متسعة يقوم الطلبه بتجهيزها قبل كل حفلة  ب ٢٠٠ كرسى تقريبا وخشبة مسرح  .  يقيم الطلاب والطالبات  اكثر من حفلة اخرها حفلة التخرج يحضرها الاهل ، حضرتها ....وكانت مبهرة كاى حفله يقدمها محترفون متمكنون . الطالبات والطلبه هما اللى بيقوموا بكل الاعمال من تاليف العرض الغنائى والتاليف الموسيقى الى الاخراج والاضاءه والصوت وتجهيز المسرح ، يشيلوا الحفل كله لوحدهم معهومش الا مشرف او مشرفة وظيفتها مجرد التنسيق .  بيقعدوا يشتغلوا للحفلة ١٥ ، ٢٠ يوم بحماس كل واحد بيحاول يقدم مهمته كاحسن ما يكون .

تجهيز قاعة المسرح 
 
         ناديه بتلعب الان  ترمبيت في فرقتين اتكونوا من ايام المدرسه الداخلي واحده اسمها بانينكا ، والتانيه سيبوا سارينا. ورغم ان اعضاء الفرقتين من مدارس مختلفه بس لقوا بعض . فرقة "سيبوا سارينا"فتحولها حساب في البنك بيحطوا فيه الفلوس اللي بيتيجي لما يعملوا حفلات وسجلوا نفسهم في حاجه شبه اتحادالموسيقيين . بيأجروا مكان يدربوا فيه مره في الأسبوع .وسجلوا اول شريط غنائي . وبتجيلهم دعوات للعزف  فى اماكن مختلفة ومهرجانات .
  
   
        
           ناديه الجميلة السنه دى فى الثانوية العامة وهى فى مدرسة فيها ٨٠٠ طالب وطالبة و١٠٠ مدرس ومدرسة !!!!اشتركت السنه الماضيه. فى عرض عملته المدرسه عن مسرحيه لبيكت فى انتظار جودو ، عملوا رؤية موسيقية غنائية راقصة للمسرحيه عملو كل حاجة بنفسهم ، قامت نادية بالاشتراك فى التاليف الموسيقى وقادت الاوركسترا.


بوستر المسرحية 

      ولكن ما يشغلها الان موضوع اللاجئين ، تذهب الى معسكرهم  الذى يبعد عن ارهس ٥٠ كيلو  كل ويك اند ، تطوعت للمساعدة والأطفال بينبسطوا لوجود زيارات زي دي . بتقعد كام ساعه تتكلم او تلعب معاهم وانبسطوا باللهجة المصرية  بتاعها وساعات تاخد الجيتار. الأطفال سموا زيارتها "الحفله" وهي ماشيه بيسألوها حتيجي الحفله الجايه ؟ المرة الاخيرة  عملتلهم كيكه .
        صعبان عليها الولاد السوريين اللي في سنها فقررت تقول للأولاد الدنماركيين اللى تعرفهم وممكن يتحمسوا انهم يطوعوا ويروحواالمعسكر لان الاولاد السوريين شاعرين بغربة ووحدة ،   بتقول الاطفال اكيد مش مستوعبين اللى حصل  بس الشباب حياتهم متوقفة تماماً وغالبا مدركين وضعهم اكتر ، المرة الاخيرة  رجعت متأثرة جدا لان الولاد اللي قدها  مفيش حاجة يعملوها وحياتهم حزينة ، الأطفال علي الأقل عندهم مدرسه بس الشباب في حالة انتظار ممل !!