الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

ما هواش إبن حرام


    
      
  
       فى الريف تعيش الأسرة فى بيت مشترك يسمى الدار ، كل ما عيل يكبر ويتجوز يبنوا له أوضه ، والدار توسع وتوسع  ، يعيشون حياة مشتركة .. يتعاونون فى زراعة  الارض الموروثة …والمحصول  يكفي الاسرة، اللي بتكبر باستمرار ، بالكاد .

      جلس صبيان صغيران من أفراد الأسرة يلعبون فى التراب  بجوار الترعة.
-  بيقولوا ستي لما كانت  صغيرة كانت حلوة قوى !!
-  ماهي لسه حلوة يا وله ، بس عجزت ..عجزت قوى ..
-  بيقولوا كمان وهى صغيرة كانت حاجة ثانية ….حاجة ثانية خالص ..وبيقولوا عليها كمان إنها كانت  ملعب !! 
-  يا واد عيب اسكت ماتقولش الكلام  ده على  ستك   لأقول لابوك ..
-  وبيقولوا كمان ان عمك جنيدى  ده  لامؤاخذة ابن حرام !!!
-  قوم يا ولة جاك خابط فى نافوخك ، إنت قليل الأدب... والله لأقول لأبوك.
-  إتنيل كده ….دانا سمعت الكلام دة من  عمتك  هانم .

         الست الكبيرة الأم فعلا عجزت ….عجزت قوى  ، يمكن  دلوقتى تكون  اكبر واحدة فى البلد ..شعرها ابيض ناعم ، لما تفكة يغطى ظهرها  .. جسمها حلو وعفى.. فرع وطويل  كما  نخلة  .  رغم سنها  ما زالت  يانعة  وجميلة  وشهية وزكية  ، وجهها قمر 14 ، وضحكتها بهية .  إتجوزت كتير… لكن ما بيعشلهاش رجالة …تخلف  من هنا وجوزها ياى باى من هنا … خلفت كثير …كتبر قوى ، ما عش لهاش غير ابنها  جنيدى الكبير  والبحر اللي فوق راسه على طول … جنيدى أتجوز وخلف  عيلين …..عيل منهم  طفش وهاجر اول ما كبر …والبحر أخوة  ، ما شاء الله عنده عيال ما تعدش ..  ، متجوز تلاته  …وعياله كبروا  واتجوزوا  وخلفوا  عيال ملوا الدار   .. أول  ما  العيل  يكبر شوية يبنولة اوضة ويجوزة فيها . الدار بقى فيها أكتر من أربعين نفس … جنيدى وإبنة ومراته فى أوضة ….والبحر  واخد تلات أوض، لكل زوجة أوضة …واولادة المتجوزين واخدين الباقي. الست الكبيرة قاعدة فى القاعة الخشب اللي فوق الدار.. ولما كبرت قوى بقت لا تطلع ولا تنزل …اذا افتكروها يطلعولها اي حاجة ..

     حسن، أصغر عيال البحر ،   هو  دايما  اللي ببطلع يشق عليها ، ويقعد معاها  ….  بيحبها قوى  ، وهى كمان  بتحبه ، وتحكى له حكاياتها وحكايات البلد   ، ويقعدوا  بالساعات يحكوا .

-  يا ستى أنا بحبك قوى ، ومش عاوز أسيبك ابدا ،ولا لحظة واحدة ..كل ما ببعد عنك  يشتاق لك …. عاوز افضل جنبك على طول..
تخده فى حضنها :
- وأنا كمان بحبك يا حسن اكتر من الخلق دي كلها،  دة ماحدش  بيفكر فيا الا انت يا ضنايا
……..
- عاوز أسالك سؤال يا ستى محيرنى …بس مختشى !!
  أسال يا حسن :
-  عمى جنيدى !!
-  ماله ؟
 -  إبن مين ؟؟
-  يوة  ..إبني طبعا  ……اية السؤال العجيب  دة !!!؟؟
-  قصدي مين أبوة …أصل العيال  بيقولوا..
-  أبوة يا حسن…. عمك رضوان اللة يرحمه … ياعينى …كان راجل حليوة  وفرع  ..صعيدي جدع وشاطر… هو اللي بنى الدار   ….مات بعد ما خلفت  جنيدى على طول … 
-  بس فيه كلام بيتنطور هنا وهنا .. العيال بتقولة !!
-  كلام إيه يا حسن ؟؟؟
-  بيقولوا  ان عمى جنيدى   ….. إبن حرام ..!!
-  اخص.. تصدق حاجة كدة على ستك ياحسن   عيب يا ولدى ستك طول عمرها شريفة عمرها ما عرفت  الحرام ، قلهم يا حسن عيب …طول عمر ستى  سيرتها مسك  …با ولداه  ياجنيدى يا ابنى ، صعبان عليا يا ضنايا   … وعشان كدة  هو وابنة واخدين جنب ….
-   ابنة  رزل يا ستى  ومكرة العيال فية ….وعايز يهج و يسيب الدار…
-   مقهور يا كبدي  .. مش مبسوط .. أبقى وده  يا حسن..
-   بحاول واللة يا ستى ، انا بحبة بس هو عصبى ،  وروحة فى منخيرة..
-   معليش يا حسن استحمله …انت العاقل اللي فيهم..الواد أتعقد و  حاسس إنكم  متميزين عنة…. وولاد  اخوك عثمان  …مش طايقينة ….بيغلسوا علية يوماتى … 
-   وانتي عرفتى منين يا ستى ؟؟؟
-   انا يابني شافية كل حاجة وساكتة…. ومش عارفة اعمل اية ؟؟؟؟

       العيلة كل  رجالتها ونسوانها وعيالها  بتشترك فى زراعة فدانين الارض … اللي يسقى.. واللي يحرث.. واللي يعزق.. واللي تملا ماية ..واللي تحلب ..واللي تخبز  .. واللي يربى  فراخ ..واللي يخيط هدوم واللي يبيع ويشترى …. الكل  بيشتغل ويشقى ويادوب بيكلوا…ويدبروا مال الحكومة .. وكل سنة اذا فضل حاجة يبتوا اوضة لعيل يتجوز فيها ، او يشوروا بنية ….  والامور ماشية كدة بقالها سنين …سنين طويله  … عيلة طول عمرها هادية فى حالها ، وعلى قلب واحد، العالم بمحترمها ،  وكل جيرانها بيحبوها ويعملوا لها الف حساب.
......

       قال جنيدى لاخية البحر  ذات صباح  وهم يروون الارض فى  الفجرية :
-  مش كنت تشور عليا برضه قبل ما تبيع  الجاموسة العشر  ؟؟
-  الجاموسة بعتها بيعة   كويسه ، ما كانتش تجيب اكتر من  كده ….. واحنا مزنوقين محتاجين فلوسها.
-    بس برضة كنت تشاورنى   … دنا اخوك الكبير..
-  ماكنش فية وقت ، البيعة حلوة  ، والشارى  كان مستعجل.. 
- انت ما باقتش تشاورنى فى حاجة ابدا يا بحر ، ما عنداكش غير  وولادك وبس ….راعى يا اخى دانا برضة الكبير ..
-  ايه موضوع الكبير ده ، كل ما اكلمك تقوللى دانا  الكبير..دانا الكبير …. اشاورك  ليه يا اخى ؟؟؟  دانتوا تلاتة انفار …واحنا اربعين …. قال الكبير قال …..سلامات يا كبير ….
……….
…………
    من يومها إنزوى جنيدى   وابنة وزوجته ……وإبتعدوا  .


وأخذ ولاد  البحر  فى السخرية من موضوع انا   الكبير؟؟انا الكبير ؟؟  ووبدا تلقيح الكلام على جنيدى وعيلته ،وبدات الهوة فى الاتساع..

    إنتاب حسن قلق شديد  ، وهو يرى الامور تزداد سوءا يوما بعد يوم ، خاصة بعد ما اخذ الصغار يتندرون بموضوع الحرام وابن الحرام …وابتعاد عمه وابنه وزوجته اكثر فاكثر …وحسن قلقه يزداد . …

      ذهب إليها :
-  انا قلقان يا ستى …وحاسس ان الدار  حتتهد على دماغنا ..
-  وانا  قلقانة زيك … الناس  طمعت  فينايا حسن  ،  وبقت سيرتنا على كل لسان ..
-  لا ابويا البحر  طايق عمى جنيدى …ولا عمى جنيدى طايق ابويا البحر.. 
- والعيال… عيال ….مش شايفين النار المولعة ….وقاعدين ينفخوا فيها ..
-  انا خايف يمسكوا فى بعض يا ستى ، وتبقى مصيبة ….مش عارف اعمل اية ؟؟؟ما تقعديهم مع بعض قدامك وتكلميهم يا ستى …..يمكن بختشوا منك …
- الاتنين يا حسن  غلطوا …. غلطوا جامد  فى بعض …. انا عايزة اقفل مش افتح …..ما ينفعش يقعدوا  وهما شايليين من بعض كده  … البحر حيقول قال  عليا كذا وكذا  اليوم الفلانى … وجنيدى يجيب القديم والجديد… الكلام فى الموضوع بيوسع مش بيلم با حسن .
- والعمل يا ستى
-  قول لابوك البحر امك بتقولك  انت القوى  وعندك العزوة الكبيرة ....ان كنت بتعز امك صحيح ……خد اخوك جنيدى فى حضنك وطبطب علية …وقولة   ما تزعلش يا خويا …احنا مالناش بركه الا انت …..ينصلح الحال وكل شئ ينتهى….
-  ابويا البحر  راكب راسة بيقول انا ماغلطش فية…هو اللي غلط ويقعد يعدلة ..
-  قولهم امكم  بتقول   الدار ما ينفعش تتقسم …والارض ما ينفعش تتقسم ..قول لابوك  وقول لعمك امكم مش عاجبها رباية ولادكم… بتقول لكم كل واحد يربى عيالة عدل  ….اللة يكسفكم .بقيتوا عرة خلق اللة ..

     نفسى يا حسن وبدعى ربنا  ما يجيش عليا يوم واشوفهم ماسكين فى بعض …. دنا كنت اروح فيها…







هناك 5 تعليقات:

حازم يقول...

طب وحسن هيفضل كده مرسال ؟
وأمهم لما تموت بحسرتها مين هيتدخل تاني !!

عجبتني القصة واللي ورا القصة (Y)

kholy يقول...

طيب لما يكون في واحد مفتري بيغتصب أمهاتهم و يسرق أرضهم و رزقهم , هل تكون الأولوية لحل مشاكل الأخوين و لا مواجهة السارق أولا ثم تصفية الجو ؟

غير معرف يقول...

الله ينورعلي اللي كتب وبصراحه انا شايف انها بتكرر وكمان ليها ابعاد تانيه مستقبلية ولا ايه

غير معرف يقول...

مصر فى مهب الريح

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة – The Culture of Defeat – بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.

1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.

لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالموقع التالى

www.ouregypt.us

leeno يقول...

رائعة القصة و ما تحتويه