الخميس، 16 ديسمبر 2010

هذة الظاهرة قنبلة موقوتة


cov5st5vr2  
         هل سمعت عن طفل نائم وسط القمامة ؟؟
فى حادث مأساوي لقى طفل مصرعه بجرافة بولدوزر ، حيث فؤجئ السائق بصراخ يصدر من داخل القمامة .وتبين ان هناك طفلا( 13 سنة) كان نائما  فى كوم القمامة، ولم تنجح محاولة انقاذة ... وفارق الحياة!!


         اطفال الشوارع مصطلح يستخدم للاشارة للاطفال الذين بيعيشون فى الشوارع ويتراوح اعمارهم بين 5 و17 سنة ، ينامون  فى المباني المهجورة والخرائب وصناديق الكرتون والسيارات والاوتوبيسات الخردة  ، وتحت الكباري وفى الانفاق.
      وقدرت المنظمات الدولية عدد أطفال الشوارع فى العالم بحوالى 100 مليون طفل.. و حسب تقرير التنمية البشرية الأخير تفاوتت الدراسات فى تقدير حجم المشكلة فى مصر، ما بين مليون و600 ألف الى 2 ملبون  طفل مشرد فى المدن المصرية . وأكد تقرير صادر من الأمن العام أن الغالبية العظمى من الأطفال المشردين من الذكورحيث تبلغ نسبتهم 92.5% فى حين أن نسبة تشرد الأطفال من الاناث 7.5%، وأن 92.5% من هؤلاء الأطفال تقع أعمارهم ما بين  12و 15 عاما، والباقى فى سن اقل .


     ويؤكد هذا ما رصدته الخبيرة الاجتماعية د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لواقع هؤلاء الأطفال ، حيث أكدت أن كل الدلائل تشير بأصبغ الاتهام الى عدة عوامل من الأوضاع الاجتماعية على رأسها انتشار المجتمعات العشوائية  التى وصلت الى 1034 تجمعا بلغ عدد سكانها 13.9 نسمة ، والفقر ، كما أن قصور بعض الأوضاع التعليمية ، وخاصة فى المناطق الفقيرة. ادى الى تفاقم المشكلة .

news1203659791zw0

        يشير تقرير الهيئة العامة لرعاية الطفل ان اعداد اطفال الشوارع وصل فى العام 1999 الى اتنين مليون طفل.. كما يشبر احد التقارير الصادرة عن مركز الارض لحقوق الانسان الى تعرض اطفال الشوارع ل3069 جريمة مختلفة ، حبث قتل 133 طفلا ،88 ذكرا و45 انثى ،وتم هتك عرض 275 طفلا ذكرا و125 انثى كما تشير دراسة اجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان مدينة القاهرة هى اكثر المدن التي ينتشر بها المشردون حيث تأوى 31.6% منهم ، تاليها بور سعيد 16.8% ، وتقل النسب فى محافظات الجنوب .
.

      يرفض د. احمد المحجوب استاذ علم الاجتماع  تسمية "اطفال الشوارع "لانها مستعارة من التسمية التي يطلقها علماء الاجتماع فى الخارج على اللقطاء  ، فى حين ان الاطفال المتسكعين فى شوارع  مصر لهم اسر يعرفونها ، وبعضهم يبيت فى منزل اسرته ، ويفضل المحجوب ان يطلق علبهم اسم "الاطفال المشردين ".
    وينتشر هؤلاء الأطفال في الصباح في الطرقات العامة ومواقف السيارات والقطارات للشحاذة أو النشل أو بيع بعض البضائع الهامشية مثل  المناديل الورقية، ويتجمعون غالبا  حيث يتعاطون السجائر، أو يشمون المواد المخدرة الصناعية مثل مادة "كُلَّة" اللاصقة، وغالبا ما ينتهي  الحال بهم  إلى الإدمان على المخدرات والانخراط في جرائم كبيرة. وترجع هذه الظاهرة الى تفكك الاسرة وكبر حجمها وارتفاع كثافة القاطنيين بالمنزل ، الى درجة نوم الوالدين والابناء فى غرفة واحدة  -"اكتر من 50%من الاسر المصرية تسكن غرفة واحدة "- والخلافات بين الزوجين والطلاق وغيرها .


9   
وبقول مصطفى خالد فى الحوار المتمدين العدد 2008
"مهما تعددت الأسباب إلا أن واقع هذه الظاهرة مؤلم ..فمن خلال جولة على كورنيش النيل بعد منتصف الليل فوجئت بطفل صغير يفترش سور الكورنيش ملتفا بخرقة قديمة بالية فى ذلك الشتاء القاسي الذي لا يرحم وكان وجهه البرئ يظهر من خلال تلك الخرقة البالية وهو مستغرق فى نوم عميق ..الا انه أحس بوجودي فاذا به يفتح عينيه ببطء شديد غير منزعج ويرجع ذلك الى حياة التشرد التي عودته على كثير من المفاجآت . فنظر الى نظرة استفهام غير مكترث تيدو فيها الرغبة الملحة فى النوم أكثر من رغبته فى الفهم لكنها كانت فرصة لى لأبدأ معه ، وما أن بدأت التحدث معه حتى طلب منى فى هدوء أن أتركه لينام لأنه متعب وبعد الحاح منى بدأ حديثه المتقطع .
اسمى صبرى حسين وعمري 13 سنة وبدأت حياتي هذه منذ أربع سنوات فى الليل أنام فى أي مكان حين يبلغ بي التعب وفى الصباح أقوم ببيع المصاحف التي معى هذه والآيات القرآنية فى الأوتوبيسات ، وبعد الظهر عندما يبدأ الشباب والفتيات فى التنزه أبيع لهم أيضا الآيات القرآنية ودائما أقرأ القرآن لكن لا أصلى !!! والسبب فى تشردي هو وفاة أبى وزواج أمي من رجل آخر وسفرهما معا الى السعودية ، وليس لى أقارب فلا يوجد أحد فى هذا الزمن يستطيع تحمل الآخرين ……. وتوقف وصمت لحظات ثم قال : " أنا بحب أمي قوى ….هي عملت كده غصب عنها ، سيبوني أنام ، أنا مستريح كده ، يارب ريحني بقى " !!


       قال التوربينى عن نفسه انة عندما كان عمرة 12 سنة اعتاد ترك منزلة والعمل باحدى كافتيرات المحطة... وان بلطجي اسمه عبدة توربيني ضربة وهتك عرضة واخذ نقوده ثم القاة من فوق سطح القطار، فسقط واصيب بفقد احدى عبنيه . هذا هو رمضان عبد الرحيم منصور الذى حمل اسم من اغتصبه " التوربينى" .... حكم عليه بالاعدام لقتله 32 طفلا من الاطفال المشردين فى شوارع المحروسة ، بعد اغتصابهم والقأهم من فوق سطح القطار،  بالاشتراك  مع بقو 16 سنة والسويسى 17 سنه وبزازة وحناطه ، خلال الفترة من اول 2004 الى اخر .2007.



       وتتعاظم المأساة حينما يكون الطفل المشرد فتاة صغيرة أو مراهقة  , حيث ينتهي بها الحال غالبا للاغتصاب على أيدي زملائها أو مجرمين آخرين.  في الشارع أمهات  مازلن في مرحلة الطفولة لم يفارقنها بعد‏، فأعمارهن تتراوح ما بين ‏13‏ و‏15‏ سنة، تم الاعتداء عليهن وحملن وأنجبن فى الشارع  وهن في هذه السن الصغيرة‏، وللأسف فإن أعدادهن في تزايد وينتشرن في عديد من  المناطق التي يمارسن فيها التسول أو بيع المناديل الورقية.. .الطفلة المشردة تعيش فى الشارع وهى حامل وتنجب طفلا مشوها او ضعيفا ولا تستطيع رعايته وبالتالي يموت او تتركه على باب جامع ، وقد تحتفظ به لتؤجرة للشحاتتين ..لا يحمل شهادة ميلاد او نسب لاب ، او جرى تطعيمة ضد الامراض ولاهو محسوب فى التعداد .. وهذا الجيل من الاطفال- وهم كتر - يهدد سلامة اي مجتمع.. واذا كانت بعض الاحصائيات تقول انهم 2 مليون  شباب وفتاة  مشردين ، كل رصيف بيتهم ،وكل خرابة سكنهم .... سنجد انفسنا امام  مليون رضيع شوارع ...تم مليون اخر شباب   شوارع ، واسر شوارع ..ويستعملهم النظام عند الحاجة فى فض الاضرابات والمظاهرات والبلطجة فى الانتخابات.  يؤكد الدكتور رفعت النجار ان هذة الظاهرة قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار قى اى لحظة.


thesegirls


قامت المخرجة تهاني راشد باخراج فيلم تسجيلي باسم" البنات دول " العام 2006
كتبت د.شيرين ابو النجا  فى المصرى اليوم فى   ٢٧/ ٦/ ٢٠٠٦


"«البنات دول» فيلم تسجيلي من إخراج تهاني راشد، صاحبة فيلم «أربع نساء من مصر»
……..
جاءت رؤية تهاني راشد مخالفة لكل تلك التصورات المبنية علي أفكار لا علاقة لها بالواقع الذي تتشكل تفاصيله لحظة بلحظة فعليا في الشارع. خاضت تهاني راشد بعمق في كل العوامل التي تنتج السياق بأكمله لم تكن تهدف رؤية المخرجة إلي البحث عن حل لمشكلة ما أو البحث عن سبب تواجد هؤلاء البنات في الشارع بقدر ما كانت تهدف إلي توضيح رؤيتهم الخاصة لأنفسهم واستراتيجيات التعايش والتكيف التي لجأن إليها وعليه لم يقدم الفيلم ما يسمي صورة ـ سلبية أو إيجابية ـ لهؤلاء البنات بقدر ما صور حياتهن بآلامها الكثيرة وأفراحها النادرة التي تكاد تكون منعدمة.
……….
مريم وطاطا وعفاف ودنيا وعبير.. وغيرهن الكثيرات، يتعايشن مع «الكله» «الغراء الأبيض» و«البرشام» و«البانجو» من باب الاستعانة علي النوم في الشارع والتعرض المستمر للاختطاف والاغتصاب والإهانات الدائمة والحمل المتكرر الذي ينتج أطفالا مجهولي النسب والقسوة الأمنية المستمرة ………..
…………….
ربما كان أقسي مشهد في الفيلم ـ بل أكثر المشاهد التي يجب أن تنبه القائمين علي هذه «الحالات» هو ذاك المشهد الذي جاء فيه «سفلوت» «أحد الأولاد» وهو يمسك بقطعة دجاج، فسألته واحدة من البنات التي لديها طفل وهي تستعد للنوم علي الرصيف عما يأكله فقال «باكل فراخ/ من الزبالة؟ / آه/ طب هات حته» ……..
………..
في مقابل هذه القسوة يتواجد التضامن بين البنات ـ بطريقتهن بالطبع فالتضامن يعني الحماية في الشارع ولكنه لا يمنع المشاجرات بينهن، والتضامن بينهن هو تعبير عن شكل من أشكال الحب ـ بطريقتهن أيضا هو الحب الذي يجعلهن جميعا يتعاطفن مع الطفل الذي ولد ـ أثناء تصوير الفيلم ـ ويقدمن له كل أشكال الرعاية ويحاولن تحديد نسبه وهو الحب الذي أيضا يدفعهن إلي حماية الأم من والدها الذي يتوعدها ويتهددها هو الحب الذي يصل إلي احتمال رفع مطواة في وجه هذا الأب!


      حاولت المخرجة تهاني راشد أن تقلل من قسوة الفيلم بتصوير أفراح هؤلاء البنات التي تتمثل في التمايل مع موسيقي حقيقية أو غناء نشاز، فجاءت هذه المشاهد موجعة ومؤلمة أكثر من المشاهد الأخري، هي محاولة للضحك، محاولة للحياة بكل الألم والوجع ليست سوي محاولة لحياة تشبه الحياة، محاولة غناء يشبه الغناء، محاولة نوم يشبه النوم، محاولة صمود يشبه الصمود... محاولات كثيرة تبذلها البنات ليتأكدن من إنسانيتهن. 


   لم تتجاهل المخرجة الفارق بين البنات والأولاد، بالطبع جميعهم يقاسي من نفس حياة الشارع، ولكن يبقي دائما العبء الأكبر من نصيب النساء، فهي التي تعاني من الاختطاف والاغتصاب، ومن تهديد أي رجل لها في الشارع، ومن تهديد والدها أحيانا ـ ولذلك يجيء الحب بمثابة المعجزة المخلصة. وفي كل هذا السياق المرتبك المؤلم، لا يتواني «الأولاد» الذين يعيشون نفس الحياة عن إصدار أحكام أخلاقية علي هؤلاء البنات أو عن وصفهن سلبيا.
أتمني عند عرض الفيلم علي نطاق واسع ألا نسمع ذاك الخطاب الركيك الذي يتكلم عن «فبركة» المشاهد أو سمعة مصر أو «حالات استثنائية» أو غير ذلك من المنحي الفكري الذي يسعي إلي التعتيم علي الواقع، ذاك الواقع الذي يزعج ويقلق ويجبر علي إعادة التفكير والتقييم."

     هذة الظاهرة قنبلة موقوتة



هناك تعليقان (2):

MSMO يقول...

بوست مؤلم لكنه يصف الحقيقة بدون أي تواري وإن كان هذا الفيلم ممنوع عرضه في بلادنا الحبية حتي إنه ممنوع أن يعرض أونلاين إذا كنت تتصفح من مصر فمن الصعب أن يعرض علي الملأ ولكن أتمني أن أكون مخطئ
تحياتي لك وسلمت يداك

Dina يقول...

سلمت يداك يا سيدي، شاهدت الفيلم ألسنة الماضية عندما عرضه التليفزيون الدنماركي وآلمني حال هؤلاك الأطفال بشدة، هناك بعد المنظمات التي تعمل في القاهرة لمساعدة وتأهيل هؤلاء الأطفال مثل جمعية face

(http://www.facecharity.org/en
لكن كما تعلم ويعلم الجميع حرص النظام السابق على عرقلة جميع الجهود المشابهة سواء كانت لحماية حقوق الإنسان أو الحيوان.
أأمل أن يختلف الحال في المستقبل القريب