الأربعاء، 22 يونيو 2011

عايزين نعوم فى النيل



فى اجازة الصيف1947 المغرب وإحنا واقفين على الناصية زى كل يوم
- عازيين نعوم فى النيل بين القناطر الجديدة والقديمة.
-   بس الصبح بدرى المية هناك متعة
-  نأجر عجل ونطلع الفجر نعوم ونرجع قبل الدنيا ما تحرر
-   ونسيب العجل فين ؟؟؟ننزل نعوم نطلع مانلقهوش يتسرق  ما ينفعش  
-   نروح مشى ونرجع بالقطر

الحوار ماخدش كثير كنا ستة فتيان  فى مرحلة التعليم الثانوى ، خدنا وادينا وحسبنا المسافة 23كيلو والإنسان يمشى بسرعة بين3 و 5  كيلو فى الساعة يبقى عشان نوصل 7 الصبح نقوم الساعة 2 من العباسية مكان اقامتنا ..روحنا واتفقنا نتقابل الساعة 12 لابسين المايوهات تحت الهدوم وبس .
ايامها كانت الدنيا فاضيه يعنى الشارع اللى كنا ساكنين فيه واسمه بالمناسبة شارع ماهر كان كل يوم العصر يتحول الى اربعة خمسة ملاعب كوره… والمتفرجين فى البلكونات العائلات والصبايا وشافونا يا حسن… لم يكن اللعب بكوره قدم عادية …كان بكوره شراب…. انا لعبت كل العاب المضرب  تقريبا ولكن كرة القدم ما فلتحش فيها ..كنت فى اى تقسيمه اخر واحد يختار من اى فريق ..وكانوا بيوقفونى جون يظهر مواهبتى الرياضية كانت فى ايدى مش فى رجلى.

     ايامها ماكانوش اخترعوا العربيات ورغم ان شارعنا كان يسكنه كبار رجال الجيش وعلى رأسهم ابراهيم عطاالة قائد الجيش لم تكن هناك اى سيارة تركن فى الشارع او حتى تمر فيه..الشارع كان ملعب كبير بس اسفلت ..كانت الدنيا رايقة .. كنت وأنا عندى سبع سنين اروح المدرسة لوحدى واعدى شارع العباسية اللى يمشى فيه الترام وارجع لوحدى ...كانت الدنيا امان .

         تم افتتاح القناطر التى انشاءها محمد على عند قمة الدلتا  فى 30 أغسطس 1868 على مسافة 22 كم من القاهرة وعند تفرع النيل لفرعى دمياط ورشيد

وتنقسم هذه القناطر إلى :
- قناطر فرع دمياط :
وتتكون من 71 فتحة منها 20 فتحة مغلقة وعدد 49 فتحة لسريان المياه عرض كل منها 5 أمتار وعدد 2 فتحة عرض كل منها 5.5 امتار كما يوجد هويس واحد  أما عرض الطريق فوق القناطر بلغ 8.65 متر .

- قناطر فرع رشيد :
وتتكون من 61 فتحة منها 59 فتحة عرض كل منها 5 امتار وفتحتين
عرض كل منها 5.5 متر كما يوجد عدد 2 هويس أ 8.65 متر 
وعرض الطريق فوق القناطر 8.65 متر . 

و حيث ان قناطر محمد على لم تكن كافية لتحمل زيادة المياه امامها فقد بدا فى اقامة قناطر جديدة فى اواخر أكتوبر 1936 وانتهى العمل بها فى 1939 وهى :
- قناطر دمياط الجديدة :
تتكون من 34 فتحة عرض كل منها 8 امتار وهويس الملاحة عرض 12 مترا
وطوله 80 مترا
قناطر رشيد الجديدة :
بها عدد 46 فتحة عرض كل منها 8 امتار وهويس للملاحة عرض 12 مترا
وطوله 80 مترا .

بين القناطر القديمة والجديدة هو المكان اللى اخترناه  نعوم ونسبح  فيه المية رايقة وجميلة ومنعشة خصوصا الساعة 7صباحا


كتبت مرة ان هناك فرق بين السباحة والعوم وناس كنير مافهموش وناس قالوا  فى التوتير انت بتتفزلك …السباحة والعوم شئ واحد وساعتها اتكبست وماعرفتش ارد …كنت بكتب بسرعة اربع كلمات فى الدقيقة وهما بيكتبوا اسرع مما يتكلموا .

        فى الاسكندرية ممكن للإنسان يسبح لحد ما يروح للبرميل وبسرعة معقولة لكن لو مالقاش البرميل يغرق لان نفسه بتقطع ومابيعرفش يعوم ..واحد تانى لايجيد السباحة ممكن يوصل للبرميل فى ساعة  ولو ما لقهوش ممكن يقعد عايم ساعات
احنا كنا راحين نسبح نعدى النيل سباحة ونعوم ايضا ونقعد نحكى وإحنا بنبلط فى المية .
.
بمناسبة القناطر  هناك كلمة شائعة كثيرون لا يعرفون جت منين وهى خاصة بالكوارث "تبقى دندرة "
على مقربة من القناطر الخيرية شهد النيل فاجعة أليمة قل أن شهد لها مثيلا طوال تاريخه الطويل‏..‏ فعند الثامنة من صباح الجمعة ‏8‏ مايو عام ‏1959‏ كانت الرحلة النيلية التى نظمها نادى نقابة المهن الزراعية من مرسى روض الفرج  الى القناطر الخيرية تحولت من نزهة إلى رحلة موت على ظهر الباخرة دندرة التى كانت تحمل ‏200‏ راكب عندما بدأت تغوص فى أعماق النيل وهى على بعد أمتار قليلة من محطة الوصول ولم تستغرق عملية الغرق  سوى ‏15‏ دقيقة بينما استمرت عمليات البحث عن الجثث أسبوعا كاملا وأسفر الحادث عن غرق‏79‏ من ركاب الباخرة ما بين أطفال وسيدات ورجال‏. ..حتى أن كثيرين‏ حتى يومنا هذا‏,‏ يصفون أية حادثة كبيرة بأنها دندرة.
       
         بدأنا السير  الساعة 2بعد منتصف الليل… من الساعة 12 لاتجد احدا  فى الشوارع إلا عساكر الدورية اللى ينادوا  على بعض كل شوية بالصيحة الشهيرة  هاع مين هناك… الان لاتجد العسكر الا فى المظاهرات.. خرمنا من شارع رمسيس كان اسمة الملكة نازلى على شبرا وخلينا النيل شمالنا  وبينا وبين النيل ارض زراعية محدودة ….فى الساعات الاولى كنا بنمشى بسرعة 5كيلو فى الساعة فى الاخر كنا بنمشى بسرعة اتنين كيلو فى الساعة . كنا نلبس  جزم عادية ،لم تكن الجزم الرياضية " الكوتشى"  اخترعوها بعد …وطلع لكل واحد  فى رجلة بؤليلة ملايانة مية … المهم  وانا مروح كنت ماسك الجزمة فى ايدى... وصلنا الساعة 8 صباحا ونزلنا عومنا وسبحنا وانتعشنا وطلعنا فطرنا الفول التمام  وشربنا الشاى بالحليب  وفى قطر الساعة عشرة على القاهرة روحنا .


هناك تعليقان (2):

MSMO يقول...

أغبط حضرتك علي مثل هذه الذكريات الجميلة والبوست جميل جدا سلمت يداك وتمتعنا بمثل هذه البوستات :))

بدر يقول...

شكرا اخى