خرجت مصر منتصرة بعد انسحاب قوات العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 . وفى صيف 1957 اجريت اول انتخابات برلمانية بعد قيام ثورة 1952، كان .الاتحاد القومي هو التنظيم السياسى الذى انشأته الثورة بعد تجربة فاشلة لهيئة التحريرالذى سيطر عليها اعداء النظام.. . . الاخوان المسلمون فى السجون بعد محاولة اغتيال عبد الناصر . وحزب الوفد مات بعد محاكمات الفساد ، وباقي الاحزاب اختفت من الوجود ..وبقي الشيوعييون كقوة سياسية حاضرة فى الجامعة والمصانع بشبرا الخيمة والمحلة وكفر الدوار وغيرها ، وخاصة بعد الدور المشرف الذى قامت به مختلف التنظيمات الشيوعية فى المقاومة الشعبية ضد العدوان على بور سعيد . كان عدد من التنظيمات قد توحد فيما يسمى الحزب الشيوعي المتحد ، وبقيت منظمة طليعة العمال والفلاحيين خارج هذا الاتحاد ، ومعها عدد كبير من التنظيمات الصغيرة ، ما تعدش ... كل ثلاثة يعملوا تكتل فانفصال فتنظيم جديد ..ولكن كان تاثير الشيوعيين كبيرا فى الشارع المصري والمصانع والنقابات العمالية .
كان للحكومة ، ممثلة فى الاتحاد القومي لها حق الاعتراض على اي مرشح يتقدم للانتخابات . وبالفعل اعترضت على كل المرشحين الشيوعيين ، طه سعد عثمان وحسين توفيق طلعت وحلمي ياسين وغيرهم وابقت فقط على الدكتور عبد العظيم انيس المرشح فى دائرة الوايلى.... الدائرة اللي انا اتولدت ومتربى فيها .
عبد العظيم انيس من مواليد 1923 فى حي الازهر، من عائلة لها ثمانية ابناء.. اربعة ذكور واربعة اناث ، كان عبد العظيم اصغرهم . انتقلت العائلة بعد ذلك الى حي العباسية . وفى اثناء دراسته الثانوية اعتقل فى مظاهرات 1936 وسنة 13 عاما . اتم دراسته الثانوية سنة 1940 . والتحق بكلية العلوم .. وكان فعالا فى اللجنة الوطنية للطلبة والعمال التي قامت بمظاهرات ضد حكومة اسماعيل صدقي ، وتم القبض علية واودع السجن فترة . وتم اعتقاله مجددا خلال المشاركة فى الاحداث التي اعقبت حرب فلسطين ، وامضى فى السجن سنة ونصف . خرج لاستكمال دراسته العليا فى انجلترا ، حيث حصل على الدكتوراة من الكلية الملكية للرياضيات الاحصائية بجامعة لندن فى العام 1951 وعمل مدرسا فيها . استقال من جامعة لندن احتجاجا على العدوان الثلاثى على مصر وعاد . عمل بالتدريس فى جامعة القاهرة...... فصل من الجامعة فى العام 1954ضمن حملة تطهير الجامعات من الاساتذة اصحاب الميول السياسية......واصدر مع صديق عمرة محمود امين العالم "فى الثقافة المصرية" العام 1955 الذى اثارضجة فى عالم الادب ... ثم عمل كاتبا فى جريدة المساء التى انشئت العام 1956 خلال مرحلة تامييم قناة السويس ، ونولى مسؤليتها خالد محى الدين بعد عودتة من المنفى ... فهو عالم رياضيات وناقد ادبي وباحث فى التراث ومفكر ماركسى ، وسنه 34عاما .. عبد الناصر رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت كان سنة 39 عاما !!!!!!!
كان مرشح الاتحاد القومي فى الدائرة امام الدكتور انيس عبد العزيز مصطفى من نقابة عمال الترام..... واغلب هؤلاء العمال يعيشون فى العباسية ، حيث مخزن الترام . بالاضافة الى عدد اخر من المرشحين ليس لهم قوة ملحوظة . التف شباب الحى حول عبد العظيم انيس وقاموا بحملة الدعاية والتوعية الانتخابية فى الدائرة، واسس فى كل منطقة مقر انتخابي يجتمع فبه النشطاء والمؤيدون. ..لم يكن عبد العظيم انيس عضوا فى الحزب الشيوعي الموحد الذى رفض تأييده وقرر الوقوف خلف عبد العزيز مصطفى !!! وقامت منظمة طليعة العمال والفلاحين بتاييد عبد العظيم انيس، حين تبنى برنامجها الانتخابى ، وشارك كثير من كوادرها مع شباب الحى وخاصة الطلبة فى الدعاية والتوعية الانتخابية ...,لاحظ هنا شبوعبون بؤبدون عبد العزيز مصطفى لمجرد انه عامل..... وشيوعيون بؤيدون عبد العظيم انيس لانة كادر شيوعي وطنى مثقف .
وجرت الانتخابات وحصل عبد العظيم على اعلى الاصوات ، ولكن اقل من 50 % ، وجاء الثانى عبد العزيز مصطفى ، بعده بفارق كبير فى الاصوات . وكان لابد من الاعادة ... وفى مرحلة اعادة الانتخابات قرر الحزب الشيوعي المتحد ترك الحرية لكل عضو بتأييد من يراه!!!!. كل واحد وشوقه !! ..انحازت الحكومة بكل اجهزتها بالطبع لعبد العزيز مضطفى، وكان عبد الرحمن عشوب رئيس قسم مكافحة الشيوعية فى وزارة الداخلية يقود حملته الانتخابية ، ومتواجد يوميا فى الدائرة هو ومعاونوة . فكل شيوعيو البلد اتلموا فى دايرة واحده تحت عينه!!!
وخرجنا من المعركة حزانى غاضبيين !!!
هناك 4 تعليقات:
يا افندم صدقنى حكيك ما يتشبع منه
والفنانه الرائعه محسنه توفيق كلنا بنقدرها وبنعزها جدا ..وبعد المفاجأة الجميله بالنسبه للبعض -نوارة الخبيثه مقالتش على التويتر لينا - اكيد غلاوتك تزيد وتزيد ... ربنا يقوملك دودا بالسلامه :)
دة ايه السياسة الرومانسية دي
:)
جميلة جدااااا
بس حسستني بحاجة مهمة جداااا
كان في تنوع فكري
مش كوبي بيست
رومانسية اوي التدوينة دي بجد ^_^
لفت نظري اوي الوعي السياسي اللي كان عند الناس... لدرجة ان العدد ده كله يحضر مؤتمر انتخابي ...وان تضطر مراكز كبيرة تنزل تراقب بنفسها وتتدخل بنفسها لتغيير النتيجة لأنهم عارفين ان الناس عندها وعي وفكر...
احنا جيلنا ماعشش الكلام ده بالشكل الكبير ده...
ممكن في يوم نشوف حاجة زي كدة؟؟
العزيز أحمد: لم أكن أعرف انك حكاء من الطراز النادر الا بعد اكتشاف هذه المدونة. لقد أرسلت هذا البوست لبنات عبد العظيم أنيس واحفاده, اما أنا, ابنته الكبري, فقد أثارت حكايتك الكثير من الشجون... لشد ما أفتقده هذه الايام.
اما عن الحكي فكتابتك تفتح النفس, ولكني للاسف مشغولة لشوشتي في الجريدة البلهاء التي أعمل بها. ولكن عندما أكتب أعدك بان تكون أول من يقرأ ما سأكتب.
سلامي للعزيزة محسنة, مني أنيس
إرسال تعليق