الجمعة، 22 أبريل 2011

عيد العمال

       
        سألني الصديق العزيز وائل خليل عن عدد من يعملون بأجر في الديار المصرية..

             بلغ إجمالي قوة العمل فى الاحصائيات الرسمية  فى مصر في أول يناير من العام الحالي ما يزيد عن‏ 20‏ مليونا‏، وبلغ عدد المشتغلين في القطاع الحكومي نحو ‏5 ‏ ملايين،  أما عدد المشتغلين في قطاع الأعمال العام فيقرب من نصف مليون فرد،. وفي القطاع الخاص يبلغ عدد العاملين المؤمن عليهم نحو ‏5‏ ملايين ،  والحقيقة أن الكثير من العمالة المنظمة فى القطاع الخاص غير مؤمن عليها ، ومن ثم لا يتضح حجمها الحقيقي من الإحصائيات الرسمية. أما عدد العاملين بالقطاع الخاص خارج المنشئات، أي العمالة غير المنظمة، فقد بلغوا نحو ‏7‏ ملايين وفق الإحصائيات الرسمية، ولكن يمكن أن يكون العدد أكبر بكثير فى ضوء انتشار عمالة الأطفال، واتساع حجم الاقتصاد غير الرسمي"اقتصاد بير السلم ".بالاضافة الى مليون ونصف تقريبا يعملون باجر فى الخارج .  وينقسم العاملون بأجر حسب القطاعات التي يعملون بها إلى 50% يعملون فى التجارة والخدمات، و19% يعملون قي الصناعة، و31% يعملون فى الزراعة‏. 30%منهم على الاقل نساء!!

      من هذه الاحصائيات ممكن اعتبار ان اغلب  الشعب المصري يعمل باجر ..ما عدا من يملك ارض زراعية او دكان او صاحب تجارة... بين من تبيع الفجل فى الشارع وصاحب محل ملابس فى المهندسين... او مهني او خلافه ...واذا كان تعداد من هم فوق 18 سنة بلغ 42 مليون فيمكن اعتبار ان من يعمل باجر فى مصر يزيد عن هذا الرقم اذا ادخلنا عمالة الاطفال" الواد بلية" ويبقى عيد العمال فى اول مايو عيدا لغالبية الشعب المصري .

       لية عيد العمال فى اول مايو ؟؟؟



          فى العام 1889 قام عمال مدينة شيكاغو بتنظيم اضراب لتحديد ساعات العمل بثمانية ساعات فى اليوم بعد ان كانت بدون حد ...بدأ الاضراب فى اول مايو بشكل سلمى وفى 4 مايو طلب العمال عقد اجتماع... وافقت علية السلطات وحضرة العمدة ...ودارت مناقشات بين العمال واصحاب الاعمال وبعد فترة غادر العمدة ورجال الاعمال الاجتماع .....ولم تمضى دقائق حيث فوجئ العمال برجال الشرطة يفضون الاجتماع بالقوة ... وتصايح العمال لماذا صرحتم لنا بالاجتماع وتفضوه بالقوة..... ووسط الفوضى انفجرت قنبلة ....واستعمل البوليس الاسلحة النارية.وقتل العشرات  وبدا القبض على العمال... وخرجت الصحف فى اليوم التالي تتهم العمال بالتخريب والفوضى ....وحوكم زعماء العمال بتهمة تفجير  القنبلة ....وصدر الحكم باعدام سبعة ونفذ حكم الاعدام فى اربعة،وخفف بالسجن المؤبد على الباقي !!!

        وفى الوقت الذى كان ينفذ فيه حكم الاعدام على اوجست سبايز قرأت زوجته  رسالة كتبها زوجها لابنهما الصغبر جيم :

" ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق امنية عمري ستعرف لماذا اموت...ليس عندي ما اقوله لك اكثر من انني بريء...واموت من اجل قضية شريفة ولهذا لا اخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لاصدقائك"


         وبعد 11 سنة وكان مدير البوليس قد خرج على المعاش وفى مرض الموت تحرك ضميره واعترف ان البوليس هو الذى رمى القنبلة وهو الذى لفق القضية للعمال ..وطالب الرأي العام باعادة المحاكمة وثبت براءة العمال وتقرر اول مايو عيدا عالميا  للعمال .

           حضرت احتفال بعيد العمال فى  اول مايو مرة فى الدنمارك ، فى مدينة اسمها  "اورهس "تعدادها ربع  مليون فقط  ..يقام الاحتفال  فى حديقة على البحر مساحاتها تقرب من مساحة ميدان التحرير .. البلد معظمها  حاضرة من الصباح ، والكوميونة وهى الحكومة المحلية اقامت عدد كبير من دورات المياه الميدانية . ويبدأ الاحتفال بمسيرة للنقابات تتقدمها اعلام كل نقابة ...من الكوميونة "مقر الحكومة "  تتقدمها الموسيقى  وتسير الى الحديقة حيث  اقام .كل حزب ونقابة او  جمعية او جماعة منصة او زاوية توزع المطبوعات  والكتيبات وتدار فيها المناقشات والخطب ....ومحلات للوجبات الخفيفة.... وكل من له نشاط يعرضه ....فرق موسيقية وتمثيلية ، فرق اطفال مدارس،  فرق حرة ....ونشاطات سياسية ومناظرات ومعارض.سياسية وفنية .. منها معرض لجماعة دينماركية لمناصرة فلسطين وشرح قضيتها .وتوزيع الحطة الفلسطينية والكتب التي تشرح القضية ...مهرجان به كل شئ وكل نشاط سياسى ..مسيرات بالحديقة بهتافات ولافتات بشعارات ...وينتهى المهرجان مع غروب الشمس ..والشمس تغرب فى هذه البلاد متأخرة ..

       فى السنوات الماضية،  قبل ثورة 25 يناير،  كانت مصر تحتفل بعيد العمال " اجازة رسمية والمنحة يا ريس "...اعتقد انة بعد الثورة يجب ان يكون الاحتفال مختلفا ..  لينزل العمال فى ميدان التحرير وميادين المدن الاخرى  باطفالهم واعلامهم  ومطالبهم .واهمها اعادة تعريف العامل....ليكون العامل هو  الانسان المجرد من الملكية والذى لا يملك الا قوة عمله . ومطلب تنفيذ الحد الادنى للاجور والضرائب التصاعدية .....وليكن مهرجانا يليق بثورة مصر العظيمة .

ليست هناك تعليقات: