الاثنين، 13 يونيو 2011

جماعة المسلمين "التكفير والهجرة "


images (1)
شكرى مصطفى

       في 21 ابريل 1974 صدر قرار جمهوري بالعفو عن شكرى مصطفى وجماعته، إلا أنهم عاودوا لممارسة النشاط مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل، حيث عملوا على توسيع قاعدة الجماعة، وإعادة تنظيم صفوفها، وقد تمكنوا من ضم أعضاء جدد  من شتى المحافظات ، ووصل عددهم الى الالاف فى كل محافظات مصر وخاصة الصعيد. وتركوا اعمالهم ووظائفهم وبيوتهم ولبسوا الجلاليب البيضاء  واطلقوا لحاهم ولبس السيدات السواد والنقاب  وسكنوا المغارات فى الجبال..

افتتاحية غريبة  ومش مفهومة  طيب نحكى  الحكاية من البداية

       شكري أحمد مصطفي  ولد عام 1942 في قرية أبو خرس التابعة لمركز أبو تيج في محافظة أسيوط كان طالبا في كلية الزراعة في جامعة أسيوط وكان معروفا آنذاك بميوله لكتابة الشعر.. التحق  بجماعة الإخوان المسلمين وتم اعتقاله مع عدد من عناصرها وعناصر القطبيين عام 1965.. ثم قرر شكري فى السجن  الانشقاق عن الإخوان المسلمين ....أفرج عنة ضمن الافراج عن الاخوان بعد تسلم السادات السلطة. فى هذه المدة تكونت افكاره بمساعدة احد زملاءه المعتقلين الشيخ على اسماعيل شقيق عبد الفتاح اسماعيل الذى اعدم مع الشهيد سيد قطب.. إلا انة اعلن برائته من هذه الافكار وهو فى السجن ... بعد ذلك وتولى قيادة الجماعة  داخل السجن شكرى مصطفى وسماها "جماعة المسلمين "..اما جماعة التكفير والهجرة فهى التسمية التى الصقها اعلام السادات بهذه الجماعة  ...وترتكز هذة الافكار  على تكفير كل من يخالفهم  استنادا الى الحديث " تنقسم امتى الى بضع وسبعون شعبة او قال ثلاث وسبعون شعبة كلها في النار الا واحده قالوا من هي يا رسول الله قال من كانت مثل ما انا علية وأصحابي " فرقة واحدة ناجية والباقى فى النار هذا الفكر والدعوة الية فى السجن هو ما دفع الهضيبى  المرشد العام الثانى  للإخوان المسلمين لتأليف كتابة الشهير دعاة لا قضاة فى محاولة لتحصين جماعة الاخوان المسلمين من هذا الفكر الخطير .

و ترتكز المنظومة الفكرية لجماعة المسلمين على عدة أسس :

       اعتبار أن الألفاظ المعبرة عن سائر المعاصي كالظلم و الفسق و الذنب و الخطيئة و السيئة و الخطأ و نحوها تعني كلها معنى واحد هو الكفر المخرج عن الملة, و بالتالي فكل من ارتكب أي مخالفة شرعية مما يطلق عليها أحد هذه المسميات في آيات القرآن أو في الأحاديث فهو كافر كفرا مخرجا عن ملة الإسلام.
  1. اعتبار أن الهجرة من دار الكفر (أي دولة لا تحكم بالشريعة على اعتبار ان البلاد لا تحكم بالشريعة ) هي واجب شرعي حتمي, و لذلك سعت جماعتهم لإيجاد مكان للهجرة فيه و اعتزال المجتمع.
  2. اعتبار مبدأ التوقف في الحكم على أي مسلم ليس معهم في الجماعة فلا يحكمون له بكفر أو إسلام حتى يتبين كفره من إيمانه, و هذا التبيين يكون عبر عرض فكر الجماعة عليه فإن وافق انضم إليهم و صار مسلما حسب رأيهم و إن رفض حكموا بكفره.
  3. الحكم بكفر من يتحاكم للقانون الوضعي أيا كان دافعه و أيا كان نوع القانون الوضعي الذي يحكم به أو يتحاكم إليه, و لا يعتبرون في ذلك أى استثناء كحالات الإكراه أو الاضطرار أو الجهل أو الخطأ و نحو ذلك بل يتمسكون بالتكفير في ذلك كله, و لا يفصلون في ذلك بين القانون الوضعي المخالف للشريعة أو الموافق لها, فهم لم يطرحوا ذلك الفرق أصلا.
  4. و بناء على هذه الأفكار رفضت جماعة شكري مصطفى علماء السلف و أقوالهم و كتبهم بل كانوا ينتقون من الأحاديث ما يؤيد مذهبهم و يرفضون ما لا يؤيده بلا ضابط أو قاعدة محددة و هم يكفرون علماء السلف جميعا من أول صحابة النبي و حتى الآن, كما أنهم يفسرون القرآن برأيهم ووفق أفكارهم و يرفضون أي تفسير يخالف رأيهم كما أنهم لا يرتكزون على كتب تفسير و لا حديث و لاغيره, بل الذي كان يقرأ الكتب و يشرحها لهم شكري و سجلوا و دونوا ما قاله و كل اعتمادهم عليه حتى الآن, و المجموعة التي كانت تقرأ في الكتب كان مصير أغلبها إما الاعدام و إما ترك الجماعة و فكرها.
        في عام 1971 أفرج عن شكرى مصطفى وجماعته التى تكونت فى السجن وآمنت بهذا المعتقد و انها الفرقة الناجية والباقى كفرة ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي للجماعة. و تمت مبايعته أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين، فعين أمراء للمحافظات والمناطق واستأجر العديد من الشقق كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والإسكندرية والجيزة وبعض محافظات الوجه القبلي.

  . تنوعت مصادر تمويل الجماعة فكان منها توجيه أعضائها نحو العمل ببعض الحرف اليدوية بعد أن حرم عليهم شكري مصطفي العمل في المصالح الحكومية وكذلك قيام أعضائها ببيع ممتلكاتهم وبخاصة الحلي والذهب حتى يتمكنوا من تزويد أنفسهم بالمؤن اللازمة ووسائل الدفاع عن النفس تطبيقا لمفاهيمه للهجرة

        في سبتمبر 1973 أمر بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية واللجوء إلى المغارات الواقعة بدائرة أبي قرقاص بمحافظة المنيا بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض، تطبيقاً لمفاهيمهم الفكرية حول الهجرةـ
في 26 أكتوبر 1973"لاحظ التاريخ " اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري فتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم 618 لسنة 73 أمن دولة عليا
     
       في 21 ابريل 1974 يعنى تم القبض  عليهم فى 26 اكتوبر العام 1973بعد عشرون يوما من بداية حرب اكتوبر وعند تنفيذ وقف اطلاق النار  وتحاكموا وافرج عنهم بصدور قرار جمهوري بالعفو عن شكرى  مصطفى  وجماعته،كما جاء فى مقدمة الموضوع فى 21 ابريل 1974
     
         هيأ شكري مصطفى بعد ذلك  لأتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل و الصلوات والدراسة الدينية  وبذلك عزلهم عن المجتمع، إذ أصبح العضو يعتمد على الجماعة في كل احتياجاته،فى المأكل والسكن والزواج …الاخ ده يتجوز الاخت دى والسمع والطاعة واجبة ، وكان اكثرهم من خريجى الجامعات "زوجات شكرى مصطفى الاربعة خريجى جامعات " ومن ينحرف من الأعضاء يتعرض لعقاب بدني، وإذا ترك العضو الجماعة اُعتُبِرَ كافراً، حيث اعتبر المجتمع خارج الجماعة كله كافراً.

 images (10)
القاتل والمقتول 

          فى  الثانية صباح يوم الأحد الثالث من يوليو العام 1977،  فى منطقة حدائق حلوان  وتحديدا أمام منزل الدكتور حسين الذهبي وزير الأوقاف  توقفت  سيارتان ونزل منهما ستة شباب مدججين بالأسلحة أحدهم يرتدي زي ضابط شرطة برتبة رائد واندفع خمسة منهم نحو مدخل الفيلا بينما بقي سادسهم ليغير إطار السيارة التالف طرق الشباب المسلحون باب الشيخ وطلبوا من ابنه أن يوقظ أباه مدعين أنهم من جهاز مباحث أمن الدولة، حاول الابن ثنيهم عن عزمهم ولكنهم لم يتركوا له فرصة للتحاور معهم، في تلك الأثناء استيقظ الشيخ وطلبت منه ابنته أسماء ألا يذهب معهم، خرج الشيخ لملاقاتهم وجادلهم في البداية طالبا منهم إبراز تحقيق الشخصية لكنهم اقتادوه بالقوة ولم تفلح المناقشة خرج الخاطفون ومعهم الشيخ الذهبي واكتشفوا أن سائق السيارة الثانية مازال يغير إطار السيارة فاندفعوا داخل السيارة الأولى وفروا هاربين تاركين خلفهم السائق ليصبح هذا السائق أحد المفاتيح المهمة والتي حاول من خلاله رجال الأمن التوصل إلى الجناة
تبين لاحقا أن السائق المقبوض عليه هو عضو الجماعة إبراهيم محمد حجازي ولكن لم تفلح التحقيقات معه في دفعه إلى الاعتراف بأي معلومات تدل على مقترفي حادث الاختطاف،عيال مؤمنة بجد لما تقوم به .

       قبل ظهر يوم الثالث من يوليو كانت جماعة المسلمين تعلن مسؤوليتها عن الحادث وحددت مطالب عدة لكي تفرج عن الشيخ الوزيرالمختطف وهي الإفراج فورا عن أعضاء الجماعة المقبوض عليهم ..وكذلك المحكوم عليهم في قضايا سابقة..دفع مائتي ألف جنيه مصري كفدية ...وأن تعتذر الصحافة المصرية عما نشرته من إساءات في حق الجماعة وكذلك نشر كتاب شكري مصطفي الخلافة على حلقات في الصحف اليومية......وكان عضو الجماعة شاب دون الثلاثين يذهب الى وزارة الداخلية مشيا على الاقدام  ليبلغ المطالب ويخرج دون ان يعترضه احد .

         لم تستجب وزارة الداخلية لمطالب المختطفين وأصدرت بيانا طالبت فيه الجماعة بالتزام الحكمة وإطلاق سراح الشيخ الذهبي على الفور وأنها أن فعلت ذلك فسوف تهيئ وزارة الداخلية  المناخ المناسب للبت في مطالبها

          توصل ضباط الداخلية إلى معلومات تفيد بأن هناك شكوكا تحيط بقاطني إحدى الشقق في مدينة الأندلس في منطقة الهرم فتوجهت قوة من الشرطة نحو العقار أملا في العثور على الشيخ الذهبي محتجزا هناك قام ضابطا الشرطة باقتحام الشقة وعثر على شخصين من أعضاء الجماعة كما عثر على مدفع رشاش وألف طلقة ذخيرة حية وكذلك على عقد إيجار فيلا مفروشة في شارع محمد حسن المتفرع من شارع فاطمة رشدي في منطقة الهرم أثناء التفتيش حضر شخص ثالث ما أن شاهد رجال الأمن حتى حاول ابتلاع ورقة كانت في حوزته وتبين أنها رسالة من أمير الجماعة كانت الرسالة مكتوبة بلغة مشفرة وأثار محتواها قلق رجال الأمن على مصير الشيخ الذهبي قام رجال الأمن بمهاجمة الفيلا الكائنة في شارع محمد حسن في منطقة الهرم عثر على ثلاث نقاط دم متجمدة في الصالة ووجد جثمان الشيخ الذهبي على سرير في غرفة النوم وقد فارق الحياة

       بدأت التحقيقات وأعلن عن ضلوع أعضاء جماعة المسلمين "التكفير والهجرة " في اختطاف وقتل الشيخ الذهبي وأن واضع الخطة هو أميرها شكري أحمد مصطفي  وأن مصدر الأوامر هو نائب رئيس الجماعة وفيلسوفها ماهر بكري  وأن قائد مجموعة الاختطاف هو ضابط الشرطة المفصول الهارب أحمد طارق عبد العليم وأن منفذ الاغتيال وقاتل الذهبي هو مصطفي عبد المقصود غازي

      في 30 مارس 1978     صبيحة زيارة السادات للقدس تم تنفيذ حكم الإعدام في شكري مصطفى وإخوانه!!!

    و بعد فشل شكري و اعدامه ضعفت  جماعته واتخذت  منهجا مختلفا في التغيير يرتكز على فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر و الانضمام إليه, و من ثم فهم يمارسون الدعوة إلى أفكارهم دون تسلح أو سعي لأي عمل سياسي أو عسكري من أي نوع و يقتصر عملهم داخل الجماعة على العمل التربوي و الاجتماعي... واتشرت هذه الجماعة وافكارها في معظم محافظات مصر وفي منطقة الصعيد على الخصوص ، ولها وجود في بعض الدول العربية مثل اليمن والأردن والجزائر وغيرها .

هناك 5 تعليقات:

Unknown يقول...

دروس فى التاريخ ,, صحيح دة وقتها
.

بعد التحية ..
تم اضافة مدونتكم هذة الى ـ مدونون بلا قيود ـ
وسوف ننشر مواجز وروابط لكل تدويناتكم خلال نصف ساعة من نشركم لها
.
http://facebook.com/modawenon
http://twitter.com/modawenon
http://modawenon.tumblr.com
http://paper.li/modawenon/1307225574
http://entaked.blogspot.com
.
ولكم فائق الحرية و الاحترام ,,,
FAQ. للإستفسار http://may23.tumblr.com/

غير معرف يقول...

هل يكفرون الصحابه حقا وما دليل هذا الادعاء ؟ اذ لان مبدأ التوقف والتبين يمنعهم من هذا كما تفضلتم !!!

melfky يقول...

رحمه الله على ابوسعد ورفاقه

Unknown يقول...

رحمه الله على ابوسعد ورفاقه اللهم ارحمهم واكرم نزلهم

نصر البحري للمحاماة والاستشارات القانونية يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك
وماهي دعوتكم
ممكن ان تطلعني على دعوتكم