الأحد، 22 مايو 2011

الجماعة الاسلامية

abod_m370 ynagih_mn
عبود الزمر                                   ناجح ابراهيم

         أسفر انعقاد الجمعية العمومية بالمنيا السبت 21مايو 2011 لاختيار مجلس شوري جديد يقود الجماعة الإسلامية بمصر في الفترة المقبلة عن اختيار 9 قيادات جديدة، فيما يعد أول تجربة انتخابية في تاريخ الجماعة الإسلامية.
واختارت الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية أعضاء مجلس شورى الجماعة، وعددهم 9 من بين 20 مرشحاً، تم اختيارهم من بين 270 عضواً من أعضاء الجمعية العمومية، حيث ضم المجلس بين أعضائه، عبود الزمر، وطارق الزمر، وعصام دربالة، و ناجح إبراهيم، وعاصم عبد الماجد، وأسامة حافظ، وصفوت عبد الغنى، وصلاح هاشم، وعلي الديناري.

         نشأت الجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية في أوائل السبعينات من القرن الماضي على شكل جمعيات دينية، لتقوم ببعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية البسيطة في محيط الطلاب ونمت هذه الجماعة الدينية داخل الكليات الجامعية، واتسعت قاعدتها، فاجتمع بعض من القائمين على هذا النشاط واتخذوا اسم: "الجماعة الإسلامية" ومن ابرز أعضائها افى ذلك الوقت
  • ناجح إبراهيم مؤسس الجماعة
  • الشيخ عمر عبد الرحمن أمير الجماعة
  • كرم زهدي عضو مجلس شورى الجماعة
  • خالد الإسلامبولي
  • عبود الزمر
  • على الشريف
  • أسامة حافظ
  • حمدى عبدالرحمن
  • عاصم عبد الماجد
  • عصام دربالة
  • فؤاد الدواليبى
  • طلعت فؤاد
      في 6 أكتوبر1981  اغتالت الجماعة  أنور السادات حيث قام الملازم أول خالد الإسلامبولي  وبصحبة زملائه عبد الحميد عبد السلام الضابط السابق بالجيش المصري والرقيب متطوع القناص حسين عباس محمد ،والذي أطلق الرصاصة الأولى القاتلة، والملازم أول احتياط عطا طايل حميده رحيل وذلك  أثناء الاحتفالات بانتصارات أكتوبر في مدينة نصر ، وقد نسب للجماعة الإعداد لخطة تستهدف إثارة القلاقل والاضطرابات وللاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون  والمنشآت الحيوية بمناطق مصرية مختلفة. وفي تلك الأثناء، وخلال هذه الأحداث قبض على عدد كبير من الجماعة وقدموا للمحاكمة التي حكمت على الاربعة العسكريين  بالإعدام رمياً بالرصاص كما تم تنفيذ الحكم في زميلهم محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب الفريضة الغائبة بالإعدام شنقاً.
  • في 8 أكتوبر 1981م قام بعض أفراد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية بمهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلال المدينة ودارت بينهم وبين قوات الأمن المصرية معركة حامية قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة وانتهت بالقبض عليهم وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة، والحكم عليهم فيما عرف في وقتها بقضية تنظيم الجهاد بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاماً.
  • كان للجماعة دورها في حرب أفغانستان حيث قتل عدد من أعضائها، من أبرزهم علي عبد الفتاح أمير الجماعة بالمنيا سابقاً، ومن هناك أصدرت الجماعة مجلة المرابطون، وأقامت قواعد عسكرية لها فى افغانستان
  • ينسب إلى الجماعة محاولات  لاغتيال بعض الوزراء ومسؤولي الحكومة والشرطة ومن أبرزهم رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب
  • ينسب لها ايضا قيامها  في 17 نوفمبر1997 بقتل 57 شخصا معظمهم سياح سويسريون بالدير البحري بالأقصر بعد فشلها فى اخذهم رهائن للافراج عن المحبوسيين  فيما عرفت لاحقا باسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحري.وعلى اثرها تولى حبيب العادلى وزارة الداخلية 
  • قامت بمحاولة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 وقتل جميع أفراد المجموعة المهاجمة  من قبل الحرس الرئاسي المرافق.
  • في عام 1997 أعلن قادة الجماعة من داخل محبسهم "مبادرة لوقف العنف" وقد حظيت هذه المبادرة برفض من جانب بعض رموز الجماعة في الخارج الجماعة


             الجماعة الاسلامية كما جاء فى دراسة عن  خريطة الحركات السياسية فى مصر للاستاذ عبد المنعم منيب وهو صحفى التقى مع العديد من قادة الحركات الإسلامية و أبناءها ذوي الإطلاع على الأحداث و خلفياتها طوال العشرين عاما الماضية," و قد زاد من فرصتي في هذا المجال اعتقالي فترة طويلة مع قادة العديد من الجماعات لفترة امتدت من فبراير 1993م و حتى أغسطس 2007م." 


         كانت الجماعة الإسلامية قد تكونت كحركة طلابية في منتصف السبعينات من القرن الماضي داخل جامعة أسيوط مثلها مثل سائرالحركات الطلابية التي تكونت في كل جامعات مصر في هذه الفترة على أيدي مجموعة من الطلاب في جامعة أسيوط كان أبرزهم أبو العلا ماضي و محي الدين عيسى و صلاح هاشم و كرم زهدي و ناجح ابراهيم و رفاعي طه و أسامة حافظ, و في 1978م عرض الإخوان على كافة الجماعات الإسلامية بكافة الجامعات الإنضمام لجماعة الإخوان المسلمين فاستجاب البعض و رفض البعض و كان ممن استجاب و انضم للإخوان المسلمين أبو العلا ماضي و محي الدين عيسى و ممن رفض كرم زهدي و ناجح ابراهيم و رفاعي طه و صلاح هاشم و أسامة حافظ و معهم أغلبية الجماعة الاسلامية بجامعة أسيوط.
 
     و منذ أن عرض محمد عبدالسلام فرج عليهم فكر و استراتيجية الجهاد عام 1980م تبنت الجماعة الإسلامية بقيادة كرم زهدي استرتيجية جماعة الجهاد لكنها لم تتبلور عندها وسائل عسكرية تفصيلية لأنها لم تمتلك كوادر عسكرية ذات بال كي تخطط لها, فأكبر كادر عسكري في الجماعة الإسلامية هو مصطفى حمزة الذي اشتهر في الدنيا كلها و صدر ضده حكمين بالإعدام الغيابي في مصر, و هو الذي تولى قيادة الجناح العسكري للجماعة الإسلامية كما تولى قيادة الجماعة عدة فترات و هو الذي خطط لعملية إغتيال الرئيس مبارك في أديس بابا و هو الذي أعطى الأمر بالتنفيذ, ومصطفى حمزة هذا حاصل على بكالوريوس زراعة و كان ضابط إحتياط سابق في الجيش المصري برتبة ملازم!!!!.
و فضلا عن هذا كله فإن مصطفى حمزة كان عضوا في تنظيم الجهاد ولم ينضم للجماعة الاسلامية إلا في السجن عام 1983م, عندما اختلفت الجماعة الاسلامية و الجهاد و قرر كل منهما العمل بمعزل عن الآخر كما بينا في الصفحات السابقة عند كلامنا عن جماعة الجهاد.
و اشتهرت الجماعة الإسلامية باستعمال القوة في تغيير ما اعتبرته من المنكرات المخالفة لتعاليم الإسلام في المجتمع, مثل منع اختلاط النساء بالرجال و شرب الخمر و حفلات الموسيقى و الأفراح و المسرحيات أو عروض الأفلام و نحو ذلك, كما مارست نوعا من السيطرة في المدن و الريف كلما سنحت لها الفرصة فهاجمت شقق الدعارة و تجار المخدرات كما أرغموا النصابين على إرجاع الأموال لأصحابها كلما سنحت الفرصة لهم, و أثار ذلك حنق الحكومة عليهم لأن الحكومة شعرت أن هذا إلغاء لها و لسيطرتها على المجتمع لصالح اتساع نفوذ الجماعة الإسلامية, ووجهت للجماعة الاسلامية ضربات أمنية اجهاضية متتابعة.
وقد وجه السلفيون و الإخوان و الجهاديون اللوم للجماعة الإسلامية بسبب هذه الممارسات لأسباب مختلفة.
و بسبب أساليب الجماعة الاسلامية هذه فقد قامت بالآلاف من الأحداث المسلحة أو شبه المسلحة الصغيرة و الكبيرة على حد سواء و كان أشهرها الصدامات مع قوات الشرطة في مناسبات مختلفة في الصعيد بدءا من عام 1986م و حتى 1997م, و شملت هذه الأعمال مهاجمة أفراد و قيادات شرطية و سائحين بأسلحة بيضاء أو أسلحة نارية, كما اصطدموا بقوات الشرطة في حي عين شمس بالقاهرة عام 1988م, و كذلك في حي امبابة بمحافظة الجيزة أعوام 1990م و 1992م, كما حاولوا تفجير سيارة ملغومة يقودها أحد أعضاء الجماعة في موكب وزير الداخلية آنذاك زكي بدر بالقاهرة و لكن المتفجرات لم تنفجر لوجود عدد من الأعطال الفنية بها (1990م), كما إغتالوا عدد من كبار ضباط مباحث أمن الدولة بالقاهرة و الصعيد و لكن الأغلبية كانت في الصعيد مركز ثقل الجماعة, كما شنوا في عام 1994م حملة ضد عدد من البنوك بالقاهرة و الجيزة عبر بث شحنات ناسفة ضعيفة أمام هذه البنوك لترهيب الناس من التعامل معها, و في عام 1995م حاولت مجموعة من أعضاء الجماعة الاسلامية إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا أثناء توجهه لحضور إجتماع القمة الإفريقية لكن العملية فشلت بسبب أن الرئيس كان يستقل سيارته المصفحة بينما استخدم المهاجمون في العملية بنادق الكلاشنكوف فقط و لم يستخدموا أي أسلحة مضادة للدروع.
لكن حملتهم الأعنف و الأعلى صوتا كانت ضد السائحين في مختلف محافظات مصر, و كان آخرها عملية معبد حتشبسوت بالأقصر عام 1997م و كما كانت هي الأخيرة فقد كانت هي الأعنف حيث قتل فيها 58 سائحا أجنبيا.
و قد أطلقت الجماعة الإسلامية ما أسمته مبادرة وقف العنف عام 1997م, و ترتب عليها أن تراجعت الجماعة الإسلامية عن فكرها السابق و صارت تؤيد الحكومة بشكل أو بأخر كما أصدرت عشرات الكتب ترد فيها على أطروحاتها الفكرية السابقة التي كانت تؤيد العمل المسلح ضد الحكومة, و صارت الجماعة الإسلامية تعلن أنها أصبحت جماعة دعوية فقط لكن منتقديها إعتبروا أن طرحها الجديد يجر شباب الحركات الإسلامية بعيدا عن العمل السياسي مما يعطل و يضعف الحركات الإسلامية ذات التوجه السياسي و اعتبر هؤلاء المنتقدون أن هذا في حد ذاته هو عمل سياسي بامتياز يصب في مصلحة الحكومة.
و رغم كل هذا الجدل فإن من يتابع موقع الجماعة الإسلامية على الإنترنت سيجد أنه مملوء بالمقالات السياسية ليست من باب التحليل و متابعة الأحداث فقط بل و أيضا من باب تبنى مواقف سياسية محددة من قضايا الساعة المحلية و الدولية, و اعتادت الجماعة أن تصدر بيانات تحدد فيها موقفها من أحد قضايا الساعة من حين لأخر و كثيرا ما تبرز صحف الحكومة مثل هذه البيانات نظرا لأنها تخدم غالبا المواقف الحكومية و لو بطريقة غير مباشرة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نلاحظ أن كل تحرك عنيف من جانب تنظيم الجماعة الإسلامية تبعه كارثة أكبر.. نأمل أن يكون التوجه الديموقراطي للجماعة مخلصاً و ناجحاً