الاثنين، 8 نوفمبر 2010

وبعدين يابنى ؟؟

     
                امراة افغانية 

              خرجت الولايات المتحدة الامريكية من الحرب العالمية الثانية كأقوى دولة  عسكرية واقتصادية فى العالم ، أزاحت الاستعمار القديم وحلت محله بشكل  واسلوب جديد  فى السيطرة على معظم بلاد العالم الثالث . الدولة الرأسمالية الامريكية  من مصلحتها  , وتعمل دائما على اشعال  الحروب لاستهلاك السلاح الذى  تنتجه ، وتشغيل المصانع لإنتاج سلاح جديد، ولكن لابد من مبرر اخلاقي  لإقناع الناخب الامريكي بضرورة وأهمية الحرب . اسلحة دمار شامل فى  "العراق" ومحاربة الارهاب " فى افغانستان ".



        فى مارس 1973 غادر اّخر جندي امريكي فيتنام هربا بالمروحيات  من سطح السفارة الامريكية فى سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية، ومعهم طبعا عملاءهم. وكانت خسائرهم فى الحرب التي استمرت تسع سنوات  باهظة ،  57 الف قتيل و153303 جريح و597 اسير " كله يهون فى سبيل تشغيل المصانع !! " ، وكانت خسائر الفيتناميين مليون قتيل و3 مليون جريح و12 مليون لاجئ . امريكا طوال تسع سنوات كانت تحارب شعبا تقوده حركة تحرير تقدمية استطاعت ان تجمع الشعب حولها وتخوض به ومعه  نضالا مريرا ضد العدوان ،  وتكتسب يوميا  دعما  معنويا عالميا ، حتى من داخل الولايات المتحدة الامريكية . واتنتصرت . وبعد الانتصار بدأ البناء وأصبحت  فيتنام  من ضمن دول العالم النامي المبشرة بالتقدم والازدهار.
.


        شنت امريكا الحرب على افغانستان  فى 7 اكتوبر 2001 ردا على هجمات 11 سبتمبر 2001، والهدف المعلن : القبض على  اسامة بن لادن وآخرين من اعضاء تنظيم  القاعدة وتقديمهم للمحاكمة،  وأقصاء نظام طالبان عن الحكم . عقب الهجوم الاول خسرت  طالبان  قوتها وفقدت السيطرة على البلاد ، وتشكلت حكومة عميلة بحماية الجيش الامريكي  لا تسيطر إلا على العاصمة فقط . ورغم مرور تسع سنوات على الحرب  فلم تحرز الولايات المتحدة  اي تقدم ، بل استعادت طالبان قوتها فى اغلب مناطق   الاقاليم ، وازداد نشاط القاعدة بقيادة بن لادن والظواهرى  فى افغانستان والدول المحيطة  . وتفكر امريكا الان فى الهرب من هذا  المستنقع ، بعد ازدياد  خسائرها البشرية ، وقلق الشعب الامريكي من استمرار هذه الحرب غير المجدية .


         انهزمت المانيا واليابان فى الحرب العالمية الثانية واحتلت البلاد بقوات اجنبية ما زالت موجودة حتى الان  ، لم تقم حركات سياسية لمناهضة الاحتلال ، او حركات كفاح مسلح ضد القوات العسكرية الاجنبية . هل الشعب الالماني او الياباني اقل وطنية ؟؟؟  ورغم ذلك حققت المانيا واليابان تقدما اقتصاديا مذهلا طوال ال60  سنة الاخيرة ، وذلك  رغم وجدود القوات الاجنبية فى البلاد  !!!!    هل  الافضل هو تحرير الانسان اولا ؟؟؟، لقد عبرت هذة البلاد عصر البداوة منذ زمن طويل ، وتجررت  .  افغانستان انتصرت على الانجليز والروس والأمريكان ولم تستعمر قط ، ورغم ذلك بقيت من اكثر دول العالم تخلفا ، شعب بدوى اسير قيم بالية معادى للمراة والتحضر ، يعيش على الرعي   و تجارة المخدرات .

     بعد تسع سنوات من الحرب وطالبان  مازالت موجودة فى الاقاليم وبأنصار و قوة اكبر ، كما ان بن لادن وتنظيم القاعدة ازداد انتشارا ومنعة ، وازدات اعداد مريدية , وواضح ان امريكا لا ولن  تستطيع احراز  اي نصر مؤثر، واخذ التأييد الجماهيري للحرب فى الولايات المتحدة  يتآكل ، فى ظل ارتفاع الخسائر البشرية والشعور بان الحل ما زال بعيدا ، او مستحيلا .  وأغلبية الشعب الامريكي اصبحت ضد الحرب .. وسوف يهرب  الجيش الامريكي كما هرب من فيتنام. ولكن امريكا بهروبها من افغانستان ستترك  البلاد لحركة موغلة فى الرجعية ، بل اشد الحركات ظلامية ظهرت وحققت وجودا وتأثيرا وانتشارا   فى العصر الحديث .. هنا يحضرني  السؤال الذى يحيرني :

     ماذا سيحدث وطالبان منتصرة وتحكم افغانستان  من جديد ، وتصوب اسلحتها نحو كل ما حققتة البشرية من تقدم  ؟؟..وبن لادن والظواهري  بأفكارهم المتخلفة يفتون ويشرعون ويستحلون دماء الاخرين، ويخربون عقول ووجدان مريدينهم  ومن يتبعهم فى   العالم الاسلامي، وهم فى ازدياد ، فى منطقة ما زال  يسيطر عليها فكر البداوة ، متسعة ووعرة ، فى  افغانستان وباكستان والشرق الاوسط .؟


ما العمل ؟؟ او ذى امى الله يرحمها لما كانت تقول :. وبعدين يابنى... عندما تشعر بقلق ما ..

هناك 3 تعليقات:

ramy1313 يقول...

مافيش عمل
الناس دى راحت تحارب حرب مش بتاعتها وبعد كده أتباعوا حتى ما رجعهموش بلادهم دول سابوهم كده فالتخلف زاد والقوه زادت لحد ما بقباش فى إيد حد عمل غير الفرجه ونقول نبعد عن الشر ونغنيله

Adel Elgamal يقول...

تحياتي ..انا اتفق معك تماماان تحرير الانسان اولا اهم من تحرير الارض.. وان ابسط القواعد للنهضة هي اعادة تشكيل العقلية الوطنية وتحريرها من اوهامها الثقافية والانفتاح علي العالم والعلم.. والخطوة الاولي في المشوار وبدون ادني شك والحل الناجع هو: التعليم..التعليم..التعليم

Kalimalhus يقول...

أتفق معك أستاذى على أغلب ما ذكرت و لكنى فقط أرغب فى التعليق على ما ذكرته فى عجالة عن اليابان و ألمانيا ..

كلا الدولتين كانتا تحت إحتلال حقيقى لبعض الوقت فقط و لكنهما ليستا كذلك الآن .. وجود القوات الأمريكية على أراضيهما خاضع لمعاهدات ثنائية فى حالة اليابان و لترتيبات حلف الناتو بالنسبة لألمانيا..

الدولتان كان لهما ماض إستعمارى و تراكم رأسمالى قديم و لم تكن نهضتهما من فراغ كما أنهما حصلتا على قدر هائل من معونات إعادة الإعمار عقب الحرب و ذلك لأسباب تتعلق بكونهما على خط المواجهة الأول مع الإتحاد السوفيتى و الصين فى أثناء الحرب الباردة..

النقطة الثانية ..

ما تحققه النخبة الأمريكية من مكاسب جراء الحرب هو اليوم أكبر كثيرا من أى شيئ مضى و لا يقتصر مطلقا على صناعة السلاح .. فهناك أيضا الجيوش الخاصة و هؤلاء يتولون أعمالا تتراوح بين تأمين المنشآت إلى جمع الإستخبارات و عمليات الإغتيال و إدارة عمليات الطائرات الموجهة بدون طيار إلخ .. و لك سيدى أن تعلم أنه فى مقابل كل جندى أمريكى فى أفغانستان يوجد فرد من أفراد هذه الشركات و التى بخلاف هذه حصلت فى سنوات الحرب على الإرهاب هذه على آلاف العقود الحكومية داخل الولايات المتحدة ذاتها و منها عمليات تأمين المنشئات الخاصة مثلا فى أعقاب إعصار كاترينا المدمر .. هذه صناعة سريعة النمو و يقدر حجمها اليوم بمئات البلايين!!

هناك إلى جانب هذه الصناعة عشرات أخر تعتمد كلها على الحرب فى عصر ما يسمى خصخصة الحروب بخلاف عشرات أخر تعتمد على ما تخلفه الحروب من دمار و ما تتيحه من إنفتاح قسرى للأسواق إلخ..