الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

نجيب سرور


البحر بيضحك ليه
البحر بيضحك ليه و أنا نازلة أتدلع أملا القلل
البحر غضبان ما بيضحكش..أصل الحكاية ما تضحكش !
البحر جرحه ما بيدبلش..جرحنا ولا عمره دبل !
البحر بيضحك ليه..و أنا نازلة أتدلع أملا القلل
مساكين بنضحك م البلوة ..زي الديوك والروح حلوة
سرقاها م السكين حموة
ولسه جوا القلب أمل !
البحر بيضحك ليه..و أنا نازلة أتدلع أملا القلل

قللنا فخارها قناوي .. بتقول حكاوي وغناوي
يا قلة الذل اللى أنا ناوي ما أشرب ولو في الميّة عسل
البحر بيضحك ليه..و أنا نازلة أتدلع أملا القلل

ياما ملينا وملينا .. لغيرنا وعطشنا سقينا
صابريــن وبحر ما يروينا ..شايلين بدال العلة علل !
والبحر بيضحك ليه .و أنا نازلة أتدلع أملا القلل

في بالي ياما وعلى بالي .. وإللى بيعشق ما يبالي
ما يهمينيش من عزالي .. يا حلوة لو مرسالي وصل !
والبحر بيضحك ليه..و أنا نازلة أتدلع أملا القلل

بيني وبينك سور ورا سور .. وأنا لا مارد ولا عصفور !!
في إيدي ناي و الناي مكسور .. وصبحت أنا في العشق مثل !
البحر بيضحك ليه..و أنا نازلة أتدلع أملا القلل

الشعر مش بس شعر لو كان مقفى وفصيح ............الشعر لو مس قلبى وقلبك شعر بصحيح

                  ولد الشاعر الكبير نجيب سرور فى اول يونيو 1932 بقريه اخطاب المجاورة لقريه بهوت محافظة الدقهليه ، والذى جرى فيها اشتباك مسلح سنه 1951 بين الفلاحين المضطهدين وعائله البدراوي عاشور الاقطاعيه، حينما كان نجيب طالبا بمدرسه مغاغه الثانوية .

كان ياسين أجيرا من بهوت
جدعا .. كانَ جدعْ
شارباً من "بزِّ" أمه
من عروقِ الأرضِ .. من أرضِ بهوتْ ..

حكي عن ياسين وعن بهية وعن بهوت ووصف المعركة شعرا جميلا فى مسرحيه ياسين وبهيه التي اخرجها صديقه المبدع كرم مطاوع ، ولاقت نجاحا كبيرا
تذهبُ البنتُ إلى القصر خفيفهْ ..
ولطيفهْ ..
كالفراشهْ ..
بعد عامٍ ترجعُ البنتُ ثقيلهْ ..
مثل قربهْ ..
وذليلهْ ..
مثل كلبهْ ..
لم تعدْ بنتاً ففي البطنِ جنينٌ "ابنُ كلْبْ" ..
وهْي أيضاً "بنتُ كلبْ" ..
ولهذا يتحتّمْ
أن تموتْ
ثمَّ تُدفنْ
هكذا العارُ يوارى في بهوت

ويرفض ياسين ان تذهب بهيه لتخدم فى بيت الباشا…………….

يا أبي .. يا نصفَ فدَّانٍ يتيمْ ..
يا سيولاً منْ عَرَقْ ..
يا حصاداً للهشيمْ ..
كل عامْ ..
أيها الغولُ اللعين!
أنت لن تأخذَ منِّي ما تبقّى
قبلَ أنْ تأخذَ روحي
"فاضل ايهْ في الدنيا ليّهْ
فاضلْ ايهْ غيرْها بهيّهْ؟"
مستحيلْ!!
مستحيلْ!!

ويموت ياسين في معركة الهجوم على قصر الباشا………


هي تدري أنّنا حين نموتْ
لا نعودْ ..
لمْ يعدْ يوماً من الموْتِ أحدْ
لبهوتْ
رغمَ هذا فالبذورْ
ليس تفْنى حينَ تُدفَنْ
ربما الإنسانُ أيضاً .. ليس يفْنى ..
حينَ يُدفَنْ
ولهذا قدْ يعودْ
هو ياسينُ لها ..
ذات يومْ !
ذات يومْ !

       ترك دراسه الحقوق فى السنه النهائيه وكان قد التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحيه وحصل على الدبلوم فى العام 1956. وانضم الى المسرح الشعبى التابع لمصلحه الفنون  (المجلس الاعلى للفنون والاداب الان ) والتى كان يراسها الاديب يحى حقى.

       حصل على بعثه الى موسكو لدراسه الاخراج المسرحى فى  العام1959 ،وبعد ثلاثه شهور فقط ، اثر كتابه قصيدته الطويله "فرج الله الحلو.. والجستابو" فى رثاء المناضل الشيوعى اللبنانى الذى اختفى، واتهمت المخابرات المصريه باذابته  فى الحامض ، واستغلاله فرصة انعقاد أحد المؤتمرات التضامنية مع الشعب الكوبى فى جامعة موسكو فقفز الى المنصة , و اطلق بيانا ضد "استبداد النظام فى مصر و سوريا. , و فصل من البعثة(هو و ماهر عسل الذى ترجم له البيان و ألقاه بالروسية) و ألغى جوازا سفرهما، وطلب منه العوده ، ولكنه رفض وتكفلت الحكومه السوقيتيه بمصاريف اكمال دراسته .
      تروج من الطالبه الروسيه ساشاكور ساكوفا ام ولديه شهدى وفريد اللذين سميا على اسماء شهيدى الحركه الشيوعيه المصريه ، شهدى عطيه الشافعى وفريد حداد .
           
     فى العام 1963حدثت مشاحنة بينه و بين انسان تصور نجيب انه يهينه. و تدخل رجال الشرطة و حاولوا اقتياده .و كان نجيب قوى البنية فتخلص منهم بقوة ، اعتبر ذلك مقاومة , واجتمعوا عليه و اقتادوه الى مبنى الشرطة حيث اوسعوه ضربا. و قال نجيب و هو يروى هذه الواقعة: لقد بكيت آنذاك ليس من الألم بل على انهيار المثال و احسست انه لا فرق , فكلها اجهزة قمع, و انما نحن الذين صدقنا الاوهام عن "انسانية الاشتراكية" .وكان نجيب يقول قولته المأثوره  "لكل ثوره معاويه" والثورة الاشتراكية انتهت بعد ان استولى عليها معاويه . كان شديد الرمانسية وتحطم المثال امام عينيه ، فارتبك.
      ترك الاتحاد السوفيتى الى المجر،وعمل بالاذاعه،ولكن عاوده الاحساس الذى سيطر عليه  دائما بتغلغل النفوذ  الصهيونى  فى كل مكان.
    تشرد وجاع وقرر العوده الى القاهرة

"يا مصر يا وطنى الحبيب!
يا عش عصفور رمته الريح فى عش غريب,
يا مرفأى آت انا آت.. و لو
فى جسمى المهزول آلاف الجراح..
و كما ذهبت مع الرياح..
يوما اعود مع الرياح..
و متى تهب الريح؟ أو هبت..
فهل تأتى بما يهوى الشراع؟
ها انت تصبح فى الضياع..
فى اليأس.. شاة عاجزة..
ماذا لها ان سلت السكين غير المعجزة؟!

      فى العام 1964 كانت مصر والقاهرة تمر بازهى عصورها الثقافية وخاصه فى المسرح . ميخائيل رومان وعبد الرحمن الشرقاوى ونعمان عاشور وسعد الدين وهبه مؤلفين . حمدي غبث وكرم مطاوع وسعد أردش مخرجين .وعبدالله غيث وسميحه ايوب ومحسنه توفيق و سناء جميل ممثلين  . محمود امين العالم  وصافيناز كاظم وعبد القادر القط ورجاء النقاش نقاد. كانت حياه ثقافيه رائعه احتضنت نجيب سرور  الذى عاد فقد كان  مؤلفا وممثلا ومخرجا وناقدا ايضا.
 
      كان يجيد القاء الشعر خاصة شعره ، و قد اجتمعت له ملكة الصوت الجهير العميق, مع القدرة على التحكم بمخارج الالفاظ. و لم يكن يقرأ الشعر بل يعيشه، مؤديا بصوته أدوار الشخصيات المختلفة , أو مختلف العواطف، و حتى الأبيات العادية، كانت تنبض بالمشاعر الجياشة فى القاء نجيب بصوته المتفرد , و تهزك الى الاعماق .

      بعد موت عبد الناصر فصل من عمله وتشرد وجاع  ، مريضا مفلسا وحيدا ، بعد ان ذهبت زوجته الى موسكو لرعاية ولديه وتعليمهم بعد سدت ابواب العيش امام الاسرة  ، كوميديا سوداء كتبها عن ايلول الاسود واخرجها  . منعت الرقابة عرضها.  قبضت عليه الشرطة شاردا مهلهل الثياب، فقال لهم انه الشاعر نجيب سرور الممثل والمخرج المسرحى والاستاذ المفصول من اكاديميه الفنون، فاودعوه مستشفى الامراض العقليه ،  وهم يعلمون انه صادق ، تخلصا منه كشاعر معارض سليط اللسان، وكان قد بدأ فى كتابه واذاعة رباعيات"…..اميات نجيب سرور" التي كان يهجو فيها السلطة والمجتمع والمثقفين والعملاء بصياغه غير قابله للنشر . قام ابنه شهدى بعد وفاته بعشرين عاما بنشرها على النت ، الامر الذى عرضه للسجن.

        ذات مساء فى بيتنا ، ونجيب سرور فى ضيافتنا وحضر بعض الاصدقاء والشاعر احمد فؤاد نجم . وتداعى نجيب سرور، فكتم بعض الاصدقاء الضحك ، واذ باحمد فؤاد نجم  - الضاحك دائما - ينفعل ويظهر عليه الالم  والغضب ويقول :
  - عيب عليكم ، ده احسن شاعر جابته مصر
    و بكى…….

        فى 27 اكتوبر 1978  صدرت جريده الاهرام وفى أهم صفحة فيها ،الصفحه الاخيرة التي كان يشرف عليها كمال الملاخ خبربعرض الصفحة عن وفاه عازف الجيتار ابن توفيق الحكيم، لا اتذكر اسمه ،واحتل الموضوع كامل الصفحة . وفى احدى الصفحات الداخلية خبر من ثلاث اسطر "توفى من ثلاثه ايام الشاعر نجيب سرور فى منزل أخيه بقرية أخطاب عن عمر يناهز 46 عاما."




   

هناك 9 تعليقات:

Unknown يقول...

انا عيطت
اكتب يا عمو
اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب اكتب
احنا محتاجيييييييييييينك

Unknown يقول...

اه نسيت اقولك حاجة
لما باقرا لك بافتكر: من شوق نوله، يغزل قوله، ويغني مرفوع الراس

مريد البرغوثي يقول...

قول كمان

- أحمد صبحي - مصرى فى فرنسا يقول...

شوفتو إزاي،نجيب لسه حي

shmpongO citizen يقول...

عاش نجيبا ومات حزينا ...هو قدر الفرسان المخلصين حين يحاربون غالبا ما تكون معاركهم غير متكافئة لا يجدون من يساندهم أو يحمي ظهورهم أو يدافع عنهم -إلا من رحم ربي- ...وقع الدرع وسقط الجسد لكن ... تبقى الأسطورة تجبر الجميع على ان يتذكرها ...


الله يرحمة .
تسلم ايدك بجد ربنا يخليك لينا اوعى تبطل تكتب اصلا حضرتك كنت فين من زمان ؟ مش ينفع تحرمنا من الكنوز دي بجد .

احمد خليل يقول...

شامبونجو
" عاش نجيبا ومات حزينا "
كما تقولين،لاتذكر ابنتى -وكانت فى ذلك الوقت طفله-من نجيب الا انه كان يبكى،وانه كان حزينا .
هل قتله الحزن ؟

il sognatore يقول...

قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
" يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا " لدولسين " الجميلة ..
" أَخْطَابَ " .. قريتى الحبيبة :
" هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! " .

مقدمة ديوان لزوم ما يلزم للشاعر العظيم .. وأحد أفضل ماقرأت على الاطلاق

شوشيات شاب سيس يقول...

قووووول يا عم احمد مفيش اجمل من كده والله

منن يقول...

بس لو سمحت الموقف الأخير ما فهمتوش بتاع أحمد فؤاد نجم